جبيل ــ جوانا عازارإيصال رسالة هادفة وتوجيه تحية إلى فريق الروك الإنكليزي «بينك فلويد». هذا ما هدف إليه طلاب جامعة AUT في جبيل حين قدموا نشاطاً مسرحياً موسيقياً حمل توقيعهم من الألف إلى الياء. عرض العمل على ستة مسارح وخمس شاشات عملاقة فتتابعت الأحداث واختلطت مجرياتها، إذ عرض قسم منها مباشرة على المسرح والبعض الآخر على الشاشات بعدما كان قد صوّر في فترة سابقة. وكان اللافت في العمل شبه الغياب الكامل للكلام بحيث تدور الأحداث على أنغام أغاني Pink Floyd التي اختيرت بما يتلاءم مع المشاهد. تتناول القصة عائلة لبنانية تتألف من والدين وابنهما الشاب. تعاني العائلة عدداً من المشاكل، وخصوصاً أنّ الوالد مدمن على الكحول، رغم محاولات ابنه وزوجته لردعه. يعجب الابن بزميلة له في الصف وتولد قصة حب بينهما، وحين تأتي الشابة للتعرف على الوالدين يكون الوالد ثملاً فيتشاجر مع زوجته، ما يؤدي إلى نشوب خلاف بين الشاب ووالديه بسبب تصرفهم أمام صديقته. وتتابع الأحداث ليتشاجر الابن مع صديقته فيشعر عندها بعدم الانتماء ويقرّر التطوّع في الجيش. صوّرت بعض المشاهد في ثكنة مغاوير الجيش في عمشيت، فتابع الشاب كلّ الخطوات الضرورية للتطوع وتلقى التدريبات على الأسلحة وعلى موسيقى أغنية Preparation of war (التحضير للحرب) حتى وصوله إلى مرحلة الحرب، فصوّرت له مشاهد كأنّه يشارك في معركة نهر البارد. وفي المشهد ما قبل الأخير من العرض تعود الصديقة إلى الشاب على أنغام أغنية Time (الوقت) ويموت البطل بحادث سير بعد أن يوصل صديقته إلى منزلها. أما في المشهد الأخير، فتظهر الصديقة في زيارة مصالحة لأهل صديقها لتجمع العائلة من جديد، وهنا يظهر الكلام الوحيد في العمل المتمثل برسالة ندم يكتبها الوالد إلى ابنه على أنغام أغنية Wish you were here (أتمنى لو كنت هنا). يقول مخرج العمل إدمون طنّوس إنّ هناك رسالتين من العمل وهما إظهار مضار الكحول والآثار السلبيّة الناتجة من الإدمان ومضارّ السير بسرعة الذي يؤدي إلى حوادث السير. استخدم معدو العمل 12 أغنية لـ«بينك فلويد» عبّرت عن أحداث القصّة بفكرة بدأت مع المخرج مارون عازوري الذي تنبّه إلى أنّ غالبية طلابه في AUT يسمعون أغاني الفرقة البريطانيّة. فقررّ انتقاء عدد من أغانيها وبلورتها في إطار لبناني، فكانت المسرحية عنواناً للنشاط النهائي الذي تحضره الجامعة نهاية كلّ سنة دراسية وعرضت في ميناء جبيل. شارك في العمل نحو 60 شخصاً من بينهم طلاب من جامعة سيدة اللويزة، الجامعة اللبنانية ــــ الأميركية وجامعة البلمند. أدت دور الوالدة الممثّلة زينة فرج الله ودور الوالد الممثّل عبده بيطار، فيما لعب مارك الأسمر من AUT دور الشاب وأنجيلا بشارة من الجامعة عينها دور صديقته.
وتخلّلت العرض لوحات راقصة صممتها جنى يونس، وقد نجح العمل وفق طنوس في إيصال رسالته وبدا ذلك واضحاً من تفاعل الجمهور وتجاوبه مع الأغاني، رغم بعض الصعوبات التي واجهت فريق العمل خلال التحضير، ومنها تعرّض أحد الممثلين لحادث سير منعه من المشاركة في العمل، إضافة إلى انسحاب بعض المشاركين.