تزداد خطورة سلوك الخطّ «الدولي» الساحلي من بيروت إلى صور يوماً بعد يوم. وليست الأسباب أمنية أو عسكرية كما كانت خلال أعوام ولّت، بل تقتصر اليوم على وضع الطرقات السيئ. فالـ«أوتوستراد» ليس فيه ما يشبه اسمه ليربط بين العاصمة ومحافظة الجنوب مروراً بساحل الشوف. لم تُردَم الحفر التي أحدثها العدوان الإسرائيلي عام 2006 بالطريقة المناسبة، ما جعل مكانها منخفضاً عن باقي مساحة الطريق، أما الدفاعات الحديدية على أطرافها، فمعظمها محطّم و«مجعلك» جراء عشرات حوادث السير التي وقعت على هذه الطريق، والتي أدت إلى وفاة وجرح المئات. وعلى امتداد الطريق آلاف اللوحات الإعلانية بمختلف الأحجام والألوان والأشكال، وُضعت على بعضها عبارات باللغة الإنكليزية: keep your eyes on the road (حافظ على تركيزك على الطريق) وكأن كلّ من يعبر إلى الجنوب ومنه يتقن الأجنبية، أو لاقتصار اهتمام واضعي هذا التنبيه على الأجانب. على أي حال، الـ«أوتوستراد» يتوقّف فجأة عند مثلّث الزهراني. هكذا بدون أي إنذار أو إشارة. تلتفّ السيارات والشاحنات التي تنجو من الاصطدام بالعوائق المفاجئة يميناً نحو الطريق الساحلية «القديمة» الضيّقة. (الأخبار)