أوى فؤاد إلى فراشه ليلاً، بعدما أحكم إقفال باب منزله في منطقة الرمل العالي، إلا أنه عند حوالى الساعة الثالثة والنصف فجراً سمع صوتاً مزعجاً مصدره غرفة نوم أولاده، اقترب برويّة للاطمئنان عليهم، وإذا بشخص غريب يتجول في الغرفة، تنبّه الأخير إلى اقتراب صاحب البيت منه، فسارع إلى الاختباء خلف خزانة موجودة في الصالون. على الفور، أيقظ فؤاد أفراد عائلته الذين انقضّوا على عماد (مواليد 1968) وأوقفوه، وقد عثروا معه على «ريموت كونترول» للتلفاز وكاميرا وبعض القطع الذهبية وساعات وجهاز تلفون «هاندي». واستدعت العائلة القوى الأمنية للقبض على عماد متلبّساً.خلال التحقيقات الأولية، ادّعى عماد بأنه شرب العرق وخمس زجاجات «افس» (بيرة تحتوى على نسبة عالية من الكحول) قبل أن يتسلل إلى منزل فؤاد، ما جعله في حالة ضياع، فلم يعد يعرف كيف يتصرف وأين يتجه، وبعد حوالى ساعتين «أخذه وجهه» إلى الجهة المقابلة لمكان سكنه، ثم وجد نفسه داخل أحد المنازل، ووجد بابي المنزل ـــــ الخلفي والأمامي ـــــ مفتوحين، فبعثر محتويات المنزل ثم وقع أرضاً، ما أحدث ضجة أيقظت أصحاب المنزل، فضربوه وسلّموه إلى السلطات الأمنية.
في جلسات التحقيق أمام المحكمة، غيّر عماد أقواله واعترف بأنه دخل منزل فؤاد ليلاً بقصد السرقة، وأنه بحكم عمله لدى شقيق هذا الأخير منذ حوالى أربعة عشر عاماً، يعرف أن لهذا المنزل مدخلين. من جهة ثانية، أكد عماد أنه لم يعد يذكر ما هي المسروقات التي كانت بحوزته لأنه كان في حالة سكر حين حملها.
استعاد فؤاد المسروقات، وأسقط حقوقه الشخصية ضد عماد وأعلم القوى الأمنية بأن السارق تسلل إلى المنزل، وقد استعان بآلة حادة أو بمفكّ براغي لـ«قرص» الباب الخلفي المصنوع من الألومينيوم، ولا يزال الالتواء في الألومينيوم ظاهراً. كُسر قفل الباب أجبر فؤاد على تبديله. وكان صاحب المنزل قد تلقّى وعداً من رجال الدرك بالحضور ومعاينة الباب، لكنهم لم يفعلوا.
أما عماد، فتخلف عن حضور جلسة المحاكمة رغم تبلغه رسمياً بموعدها، فقررت محكمة الجنايات في جبل لبنان، المؤلفة من الرئيس عبد الرحيم حمود، والمستشارين راجي الهاشم ورانيا بشارة، محاكمته غيابياً، واعتبرته فارّاً من العدالة، وحكمت عليه بالأشغال الشاقة المؤقته سبع سنوات (المادة 639 عقوبات)، ورفعت المحكمة العقوبة إلى الأشغال الشاقة المؤبدة (المادة 640 عقوبات)، لأن الفعل الذي أتى به يشكل جناية السرقة، بواسطة الكسر والخلع ليلاً.
(الأخبار)