قاسم س. قاسمتستيقظ نجيبة الحموي من نومها، تلعن «أبو البرغش، والأقراص يلي متل قلّتها». تدخل المطبخ، تشعل قرص «كاتول»، تعود إلى سريرها «ريحتو بتقتلنا، بس بتقتل البرغش كمان» تقول ضاحكةً . اختارت الحموي أن تكافح البرغش بالأقراص القديمة الطاردة للحشرات، بينما تفضل سلوى ياغي الأدوات الكهربائية التي تجذب الحشرات إليها وتحرقها، لأنها ببساطة «لا تصدر رائحة مزعجة» كما تقول. أخيراً اشترت ياغي ماكينة تشبه مضرب التنس، لكن شباكها مكهربة، ودفعت ثمنها مجرد «عشرة آلاف ليرة» كما قالت، أي أن الحسبة بهذه الوسيلة تصبح أرخص من الأقراص التي يجب تجديدها. إذاً، يجبر البرغش اللبنانيين على صرف الكثير لمكافحة البرغش. لكن كم يبلغ معدل هذا المصروف شهرياً؟ بالنسبة إلى نجيبة الحموي، هي تقول إنها جرّبت أغلب أنواع المبيدات من «بخاخات وأقراص، لكن ذلك كله لم يجد نفعاً». تعترف السيدة بأن مصروفها لشراء مبيدات البرغش قد يتعدى العشرة آلاف ليرة شهرياً، ففي كل مرة تجرب كما تقول «نوعاً جديداً وبيطلع متل يلي سبقوا». هكذا، تعددت الوسائل على أمل أن يكون الموت واحداً للبرغش، إلا أن العقص يبدو الأقوى. هكذا تحارب إيمان حمود البرغش عبر وقاية نفسها عبر شراء دواء «موستي دوز» لمنع البرغش من «مصّ دمها»، كما تقول ضاحكةً. وتشرح أن «أحسن دوا ضد البرغش سعرو 14 ألف ليرة»، تضيف «هيك بقدر نام مرتاحة». سارة زيدان أيضاً تتبع الطريقة ذاتها، ولكن الدواء الذي تستخدمه هو بشكل «مرهم، إضافة لقرص بايجون ومع هيك بنعقص». يبتسم الصيدلي علي صفا عندما تسأله عن نسبة الزبائن الذين يقصدونه لشراء أدوية تكافح البرغش. يحرك الرجل فأرة حاسوبه، ينظر إلى الفواتير «بيطلعوا 2 أو 3 بالمئة». يضيف صفا أن المسألة «لا تتعلق فقط بمكافحة البرغش، بل بمكافحة نتائجه أيضاً»، ويلفت إلى أن «أشخاصاً أتوا ليتعالجوا من التهابات سببها العقص». ويشرح أن «بعض الأشخاص عندهم حساسية تجاه البرغش، لذلك بتورم العقصة». أما عن تكلفة العلاج فيقول صفا إنها «ما بين 9 و12 ألف ليرة بحسب الورم الجلدي الذي سببته العقصة، مع الأخذ بعين الاعتبار خطورة الحبوب ضد الحساسية على البعض».