صور ــ آمال خليلأول الأهداف التي قد يسجّلها اتحاد بلديات قضاء صور في معركته ضد البرغش، هو البدء بالتشغيل التجريبي لمعمل عين بعال لفرز النفايات. فمنذ فترة بدأت بعض الشاحنات جمع نفايات البلدات، وسلوك طريق عين بعال تمهيداً لفرزها وإعادة تدويرها، حيث من المقرر أن تتوجه نفايات البلدات، الواحدة تلو الأخرى نحو المعمل الذي تخضع آلاته للتجربة بكميات قليلة من النفايات يومياً. وعليه، فإن الاتحاد يفوّت على البرغش والذباب فرصة التكاثر حول مكبّات دير قانون، رأس العين والمكبّات العشوائية في النفاخية ويانوح وطير حرفا وغيرها، بسبب عدم التخلص من عصارة النفايات التي تتسبّب بين لحطة وأخرى بتكاثر البعوض. فالبلديات ستتوقف عن مد تلك المكبات «بالمؤن»، إلى أن يحين وقت إزالتها ومعالجة مشكلة الصرف الصحي العشوائي الموجّه إلى الأودية أو الأنهر وبحر صور. فضلاً عن حث البلديات التي يمر في أراضيها نهر الليطاني، وتنتشر المتنزّهات على جانبيه، على تنظيف مجرى النهر وفرض معايير نظافة وسلامة بيئية على أصحابها ومرتاديها على السواء.
أما الجولة الثانية التي تأمل البلديات أن تقضي فيها على البرغش بالضربة القاضية، فهي مشروع الرش الجماعي الذي يستمر حتى منتصف تموز، استباقاً لاجتياح جديد للحشرات بالتزامن مع موسم قطاف شتول التبغ والخضار. وكان الاتحاد بعد استشارة مهندسين زراعيين، قد أعلن خلال إحدى جلساته قبل شهر، الحرب على البرغش، ووزع مبيدات على 57 بلدية، كل منها بحسب حجمها وكثافتها السكانية. ويوضح عضو لجنة البيئة في الاتحاد رئيس بلدية طيرحرفا محمد خليل أن «اللجنة للحصول على نتيجة فتّاكة، أوعزت إلى البلديات برش الأدوية بمدفع ضبابي خاص، ضمن برنامج زمني يقوم على رش كميات معينة من المازوت الأخضر والرابوول مذوّبة في الماء بعد غياب الشمس وقبل مطلعها للمرة الأولى، ثم إعادة الكرّة مرة بعد 3 أيام وأخرى بعد أُسبوع».
لكن الحشرات ليست نفسها في كل المواسم، بل تتغير ربطاً بأنواع المزروعات والطقس. بلدة يارين، على سبيل المثال، تتناوبها دوريات الحشرات. وفيما يرحل برغش «الهس هس» أو النمرود نهاية حزيران بانتهاء حصاد بيادر القمح، فإنه يسلّم سلاحه إلى خليفته البرغش الأسود الذي تبدأ جحافله بالزحف بداية تموز مع قطاف التبغ والخضار ورشّ المزارعين المبيدات وروث الحيوانات حول الأشجار والمزروعات. فضلاً عن أن زرائب الحيوانات التي يملكها معظم الأهالي قرب منازلهم تسهم في تفقيس البعوض. وتستبعد نظمية العيسى أن «يفعل دواء البلدية شيئاً بخلاف الأدوية الفتّاكة التي نستخدمها وتصيبنا بالزكام والأمراض الصدرية».