مايا ياغيبعدما انتهى تصحيح مسابقات صفوف البكالوريا منذ بضعة أيام، بدأ أساتذة التعليم الرسمي التوافد إلى مراكز تصحيح مسابقات الصف التاسع الأساسي. يستمر دوامهم اليومي من التاسعة صباحاً حتى الخامسة في ظل ظروف مادية ومناخية صعبة.
يصحح الأستاذ نحو مئة وخمسين مسابقة على الأقل كما يقول أحد الأساتذة، ويتقاضى عن كل مسابقة نحو ألف ومئة ليرة لبنانية، هذا بالنسبة لامتحانات الفيزياء والكيمياء. أما بالنسبة إلى مسابقات الرياضيات واللغات. فيرتفع بدل تصحيح المسابقة إلى دولار واحد وبالتالي فإن مجموع البدل اليومي يصل إلى مئة وخمسين دولاراً أميركياً. والفرصة نادرة، لا تتوافر كل سنة، فمن يشارك في التصحيح هذه السنة يحرم منه السنة المقبلة.
في ظل الحرّ الشديد، يكون الهم الوحيد تصحيح أكبر عدد ممكن من المسابقات، «حتى نطلّع اليومية ويحرز المشوار». من خلال إجراء عملية حسابية بسيطة، يتبين أنه يجري خلال ساعة واحدة تصحيح حوالى عشرين مسابقة تستغرق كل منها نحو ثلاث دقائق بين يدي المصحح. هكذا تصبح المعادلة كالآتي: فيما يمضي التلامذة نحو الساعتين في حلّ المسابقة، يصحّحها الأستاذ في نحو ثلاث دقائق.
في هذا الإطار، يطمئن الطلاب لوجود المصحّح الثاني. فوجوده ووجود مراقب عام يجعلان الأمر بعيداً عن هدر حقوقهم أو التساهل بها، فيما لو ضاق ذرع المصحّح الأول من الحرّ ومن ظروف العمل، ما يؤدي، ربما، إلى تعسّفه خلال التصحيح، كما يقول بعضهم. فمحمد حريبي يعتقد أن «الحرّ قد يؤثر في مزاج المصحح. وتالياً، نتمنى أن تكون قاعات التصحيح مبردة»، يشاطره علي عليق الرأي إذ يقول «الطقس القاسي يؤثر على قساوة العلامات كما على طريقة الحل، فمراكز الامتحانات لم تكن مجهزة بأي من عناصر التبريد، ولهذا ما كنت صدق كيف تجي المسابقة حتى حلها واضهر شمّ هوا. وتالياً، كيف الحال بالنسبة للمصححين؟».
هذا، وتبقى نتائج الامتحانات رهينة الوقت، تنتظرها قلوب الطلاب على أحرّ من الجمر... ومن الطقس.