سمير يوسففي يوم لاقمريّ ستنتج المصانع الصمت بكمّ هائل كي تمتلئ الأهراءات. لن يتردد التجار والبشر في ما بينهم ببيع السكون ومقايضته. ستصبحُ السّلعة هذه الأرقى والأهمّ إيماناً بأنّ حلزونيّات الأذن وصمغها تعبا من عصور الصراخ والفجور. تقف إذن طوابير البشر أمام مذابح الهدوء وتخنق بعضها لتنال المكسب. يرتئي الحكماء أن يقلصوا التلوث البصري، فلا ينزعوا اللافتات ولا يقطعوا أشجار إشارات السير المستقيمة، بل يدهنوا كلّ شيء بلونين أو ثلاثة على الأكثر.
ألعب بالصورة كيفما أشاء. في يوم الدين، في أوله، يبقى العقرب الطويل وحده في ساعة الحائط الناصعة ليدور إلى الجهة التي يريد. في يوم من خارج الروزنامة، تستقيم الأمور على نحو لم نعرفه، لا بل لم نعتده. فلا يقولون لك في المصرف: «أهلاً بك في بيتك» بل «أهلاً بك في سجن أفكارك وبيت شقائك». ولا تقول مذيعة الأخبار «أهلاً بكم»، بل تقول «أهلاً بي في بيتكم».
أنا المخلوق الأبدي أشعل سيجارة في يوم الحساب وتنتهي الأشياء، كلّ الأشياء، قبل أن يولد رماد السيجارة. وعندما يبزغ النور لن يكون هناك مكان لمزيد من الرماد ليُذرّ.