صيدا ــ خالد الغربيلم يجد أحد أصحاب المنازل القريبة من مكبّ صيدا بدّاً من إطلاق المثل العامي «الله يطعمو الحج والناس راجعة»، في تعليق على زيارة وزير البيئة أنطوان كرم أمس مكب النفايات، حيث رافقه المدير العام لوزارة البيئة بيرج هاتجيان.
وخلال الزيارة استمع الوزير إلى شرح رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري عمّا يولّده المكب من كوارث بيئية وخطر داهم يستدعي بذل الجهود سريعاً لإيجاد بدائل كخطوة أولى قبل إزالة المكب. تمنّيات البزري بأن يكون مطمر الناعمة مكاناً بديلاً، سرعان ما قابلتها إجابة الوزير: «لا يمكن، ولا تفكروا في هذا الأمر». لكن حياة المكب لم تتغير خلال الزيارة. فالشاحنات المحملة بأطنان النفايات، استمرت تمارس طقوسها اليومية وترمي حمولتها على قمة المكبّ، وتسهيلاً لوصول آمن إلى قمة المكب، استحدثت البلدية.. طريقاً داخل المكب نفسه، موازياً للطريق الذي تسلكه الشاحنات في طريق صعودها إلى أعلى نقطة في المكب، هكذا باتت الطريق إلى عمق المكب مفتوحة باتجاهين «ذهاباً وإياباً».
الوزير كرم قال خلال جولته التفقدية «لم نأت ومعنا عصا سحرية للحل، والأمور متداخلة وهناك مشاريع متعددة كإقامة حاجز بحري ومعالجة المياه المبتذلة ومعالجة النفايات، وهناك حل لهذا الجبل، ونحن نطمح إلى حل متكامل وهو أساس عمل وزارة البيئة، ولذلك نحن هنا اليوم للاطلاع على تفاصيل الموضوع وما هي العراقيل. أنا أعتقد أن هناك أموراً تقنيه أكثر، اليوم هناك كلفة كبيرة وعملية تقنيه وكل شيء مرتبط بعضه ببعض». وأضاف: «علينا أن ننظر إلى مشكلة البيئة بمعزل عن المواقف السياسية لأن البيئة هي لكل الأفرقاء السياسيين».
ورداً على سؤال عن المدة الزمنية للبدء بتنفيذ الحلول قال: «في النهاية كل شيء يلزمه وقت، نحتاج إلى الأموال اللازمة والمساحات إلخ».
بدوره، أعلن البزري أنه «جرى الاتفاق مع مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية على أن تكون الهبة المقدمة من المؤسسة لمصلحة بلدية صيدا لتخليص المدينة من كارثتها، وستضاف هذه إلى الهبة السعودية لصيدا من أجل معالجة المكب».
في وداع حكومة وفي استقبال أخرى يبقى المكب بوزنه المتضخم يوماً بعد يوم، ولو امتلك التعليق لقال: «ما تعذّبوا حالكم أنتم الراحلون أما أنا فصامد هنا».