يشارك الشاب عبد الرحيم العوجي في لقاء مسرحي في لندن بعدما اختاره Royal Court Theatre ممّثلاً وحيداً عن العالم العربي من بين آلاف المتقدمين
ديما شريف
يصل الحكواتي الشاب، عبد الرحيم العوجي، الأحد المقبل إلى لندن للمشاركة في اللقاء الذي يجمع مسرحيّين شباباً من حول العالم في المسرح الملكي البريطاني(Royal Court Theatre). ما يميز هذه الرحلة هو أنّ العوجي اختير من بين آلاف المشاركين العرب ممثلاً وحيداً عن العالم العربي في اللقاء إلى جانب عشرين آخرين من الدول الأجنبية. وقد نال ابن الثامنة والعشرين عاماً منحة من المجلس الثقافي البريطاني والمسرح الملكي البريطاني للسفر والإقامة في لندن على حسابهما مع عدد قليل من المشاركين.
اللقاء الذي يستمر حتى الثاني من آب، سيجمع المسرحيين الشباب مع المخرجين والكتّاب العاملين في المسرح ليكتبوا مسرحية جديدة. وسيصار إلى تكريم الراحل «هارولد بينتر» في اللقاء، وسيقرأ المشاركون من أعماله. «أنا سأقرأ له باللغة العربية وهذا ما يميّز مشاركتي»، يقول العوجي.
وجاء اختيار عبد نتيجة اقتراح مسرحية قدمها عن شاب لبناني تقتل عائلته في الحرب فيترك لبنان. ثم يفاجأ قبل الانتخابات النيابية بعمه الذي هرّبه من لبنان يطلب منه العودة لانتخاب من قتل عائلته. وبعد عودته يكتشف أنّ بيروت مصابة بفقدان الذاكرة، فتبدأ رحلته ليكتشف لماذا أصبحت المدينة هكذا وكيف نسي الناس فيها حصول حرب أهلية. يصف عبد موضوعه بالمعاصر والسياسي في الوقت نفسه، وهو ما يفضله المسرح الملكي.
اشتهر عبد بين الناس قبل الانتخابات النيابية إثر أدائه في إعلان لوزارة الداخلية والبلديات دور المواطن الذي ينفذ كلّ ما يطلب منه فيقفز ويصدر أصواتاً. إذ كانت الشركة المنتجة للإعلان قد اتصلت به بعدما شاهده أحدهم في إحدى المسرحيات. وكان قبل ذلك قد شارك في افتتاح بيروت عاصمة عالمية للكتاب كحكواتي، الصفة التي بدأ يشتهر بها بين الناس بعدما أقام عدّة أمسيات. «ما في إقبال كتير على مسرح الحكواتي، والناس ليسوا مستعدين لإعادة تقبّله»، يقول بحسرة، مضيفاً إنّ الأغلبية تربط الفكرة بالحكواتي القديم الذي يقرأ «عبلة وعنتر»، كما في «باب الحارة»، ولا يعتقدون أنّه مسلٍّ، بينما يؤكد أنّ هذا الفن ضربه التطور التكنولوجي مثل الإنترنت والتلفزيون «رغم أنّ الجميع يحبون الحكي، لكن لا يحبون أن يستمعوا إلى أحد».
ينشط عبد مع جمعية شمس منذ سنوات في المسرحيات التي يقدّمانها والمهرجانات الشبابية وتحديداً «مهرجان شمس للشباب» الذي انطلق منه. وقد قدم عدّة مسرحيات قصيرة وأفلام مثل «عولمة» الذي عرض في مهرجان الإسماعيلية للسينما المستقلة ومهرجان مونبيليه. كما شارك في مهرجان دمشق للمسرح في 2005 مع مسرحية «نساء سعد الله ونوس».
يحب عبد السينما أكثر من المسرح لأنّها تحتوي على الـgraphisme. ويضيف إنّ كثيرين يقولون له إنّه في كتاباته المسرحية «يكتب سينمائياً». وقد سمع هذه التعليقات خصوصاً بعد قراءته مسرحيته «أرق الجميلة النائمة» في تونس العام الماضي، وكانت نتجب عن ورشة عمل شارك فيها مع المجلس الثقافي البريطاني.
عبد الذي تخرج من الجامعة في 2002 ويكتب منذ كان تلميذاً في المدرسة، يؤكد أنّ المسرح يمثّل جزءاً من شخصيته، في التلاقي مع الناس والتعبير المباشر عن أفكاره.