رنا حايكيتباكى الجميع على موت المسارح واندثار جمهورها في بيروت. ينادي «المتنوّرون» من السياسيين، وخصوصاً محبي الحياة منهم، بوطن السياحة والفن والثقافة. هؤلاء أنفسهم يجدون دليلاً على «ثقافة الموت» المتفشّية في الضاحية الجنوبية حين يذكرون أنها لا تحوي مسرحاً: «تخيّل؟!».
ترى، ماذا فعلوا هم بمسارح بيروت، منارة الثقافة وحرية النشر، و«عاصمة الكتاب» لهذا العام؟ ألا يُسألون عن ذلك وهم في سدّة الحكم، يمتلكون رسم سياسة البلد الثقافية وسلطة بتّ القرارات المالية الحكيمة؟ ألم يجتمعوا على قرار فرض ضريبة الملاهي على المسارح منذ بضعة أعوام، مؤرخين بذلك لبداية احتضارها وتشريد آلاف متخرّجي كليات المسرح والسينما نحو مقاهي البطالة المشمسة؟
طبعاً لا تعفي القرارات المالية الحكومية الشباب تماماً من المسؤولية. ففيما يزايد هؤلاء بين بعضهم بعضاً بـ«قهرهم» من إقفال المسارح وانكفاء الجمهور عن القليل الذي تقدمه من موسم إلى آخر، تجدهم مستعدين لشراء بطاقة بحوالى 250$ لحضور حفلة لأحد أهم الـDJ العالميين يحييها قريباً في بيروت، مع زوجته، تحت عنوان: F.. ME I’M FAMOUS
من يتقن الإنكليزية سوف يجد سببين للانزعاج من الخبر الوارد أعلاه، أما من لا يتقنها، فهو محظوظ لأن الأمر قد يقتصر بالنسبة إليه على الذهول من سعر البطاقة وعلى الحزن من تراجع المسرح أمام الديسكو.