محمد محسنلا يستشير فصل الصيف أحداً في طفرة الفاكهة التي ينتجها. وقلّة هم من يستشيرون مرشداً غذائياً بشأن فاكهته، ظنّاً منهم أنها غذاء صحي، كثرته حتماً لا تكسب الوزن الزائد. أمام الحرّ وثقل الرطوبة، يتخفف كثيرون من المأكولات الدهنيّة والنشوية، ويستبدلونها بفاكهة الصيف وأنواعها الكثيرة. تتردّد كلمة «سد جوعتك بصحن فواكه» كثيراً في البيوت، وخصوصاً لمن أنهك جوع الحمية معدته. حين تكون الحمية في عهدة الفتاة، تبدو الفاكهة عنصراً مهمّاً جداً في عملية التنحيف، والسبب؟ الرغبة في الحصول على الفيتامينات المختزنة في حبوب الفاكهة، دون أن يؤثر ذلك سلباً على عمليّة التنحيف. لكن خطأ هذه «النظرية»، يتجلّى بوضوح عندما يمتلئ الصحن بأصناف متعددة، كالمانغا والمشمش والدراق والكرز، طبعاً دون نسيان صحن البطّيخ بلونيه الأصفر أو الأخضر. فهكذا، يتحوّل الهدف الذي كان تنحيفاً، إلى امتصاص أكبر لكميات السكر المختزنة في فاكهة الصيف. لكن، لا ينبغي تعميم هذه النظرة، وإسقاطها، كلّياً على ممارسي الحمية الغذائية. فكثيرون منهم، تعلّموا من أخطاء مرّوا بها بعد طول التجربة. عانوا من هذه النظرة المغلوطة إلى الفاكهة، قبل تغييرها. يحدّثك أطباء التغذية عن حوادث تمر بالصدفة، تدفع لمعرفة سبب فشل أنظمة الحمية التي يقدمونها لزبائنهم. لم تكن مروة تعلم أن فاكهة الأفوكادو تحوي نسبةً عالية من الدهون، فتفادت في حميتها الدهون الحيوانية والنشويات، واستعاضت عنها بالأفوكا لأنه «بيشبع، والفواكه ما بتنصّح». عندما أعادت طبيبتها فحوصات الدم، لتحديد سبب فشل نظام الحمية، كاد أن يحلّ خلاف بينهما. اتهمت الطبيبة مروة بعدم تنفيذ الحمية بدقّة، فيما أقسمت مروة أنّها تابعت الحمية بحذافيرها. طال النقاش حتى تلفّظت مروة بكلمة «أفوكا بلا قشطة وعسل»، فذاب ثلج الأفوكادو وبان مرج فشل الحمية. إذاً، يستلزم إدخال الفاكهة في جداول التنحيف، وتحديداً لممارسي الحمية، استشاراتٍ لدى المختصّين، الذين يستطيعون وحدهم، تحديد الكميات المناسبة من الفاكهة الواجب تناولها خلال فترة الحمية. هذا ما حصل مع نورما. بعد سلسلة أخطاء غذائية، لا تبدأ بصحن الفاكهة قبل النوم، أو كوب العصير اليومي، نبّهها طبيبها المختص، إلى وجوب اتباع جرعات من الفاكهة تتناسب مع طموحها في النحافة. استمرت نورما مدى ثلاثة أشهر في الصيف على حمية، حجم الفاكهة فيها على الشكل التالي، بمعدل اختيار واحد فقط في اليوم: 12 حبّة كرز، تفاحة واحدة، ليمونة واحدة، 6 حبّات فراولة، أو عنقود عنب صغير، أمّا الأناناس فمسموح به دائماً، لأنّه يذيب الشحوم، بينما لا بأس بتفاحتين.