زغرتا ــ فريد بو فرنسيسعندما أقام يوسف صليبا في شقة سكنية في محلة «السويدات» في كفردلاقوس (قضاء زغرتا)، لم يكن يشكو من مشكلة إيجاد مكان يلهو فيه أطفاله. لكن طفله الآن يبلغ من العمر ست سنوات ولا يجد مكاناً يلهو فيه، والخيارات محدودة، ومكلفة أيضاً.
يزيد من صعوبة الأمر أن صليبا لا يستطيع ترك ولده يلعب في ساحة المبنى الرئيسة «لأن السيارات على الخط العام لا تتوقف، كما لا أستطيع تركه في الحقول المجاورة لأن المساحات الخضراء تحوّلت بسبب إهمال أصحابها لها إلى أراض يابسة الأعشاب مهدّدة في كل لحظة بخطر الاشتعال، إضافةً إلى ما تخبئه هذه الأراضي من حشرات وزواحف سامة».
كل هذه الأسباب دفعت صليبا إلى استقدام جرافة على نفقته الخاصة من أجل تنظيف قطعة أرض مجاورة للمبنى الذي يقطن فيه. وهي قطعة أرض مهملة نبت فيها العشب البري وأصبحت ملاذاً للحشرات والزواحف السامة والمؤذية. وقد بادر صليبا إلى تنظيفها وجرفها بشكل أصبحت فيه أقرب إلى الملعب. يقول «ساعدنا على تنظيفها جميع سكان البناية بعدما أدركوا صواب ما أقوم به، لأن الأرض سوف تجمع كل أطفال البناية، يلهون فيها بكرة القدم، اللعبة المحببة إلى قلوبهم كثيراً، ويومياً من دون أن يزعجهم أحد، ومن دون أي خطر يذكر».
وتمثّل العقارات المهملة والواقعة داخل محلة السويدات السكنية التابعة عقارياً لبلدية كفردلاقوس في قضاء زغرتا، مصدر قلق دائماً للسكان الذين بدوا خائفين مما يخبئه هذا العقار تحت قشه وأعشابه اليابسة، من ظهور الأفاعي السامة، ودخولها المنازل، إلى انبعاث الروائح وانتشار الذباب.
تقول أم نجيب، من سكان البناية «نحن في هذا المكان منذ عشرة أعوام وعملنا طوال هذه السنوات بإمكاناتنا المتواضعة لاقتلاع الحشائش والأشجار الضارة لكي نتجنب مخاطر الأفاعي والحشرات السامة، خوفاً من أن يضرم أحدهم النار فيها كما كان يحصل في السابق». يضيف جارها ميشال داوود: «نحن ننظّف هذه الأراضي على نفقتنا الخاصة خشية تعرضنا للأضرار والمخاطر، وخصوصاً بعدما أصبحت الأعشاب اليابسة مرتفعة بكثرة، ما يدفع إلى تكاثر الأفاعي والبعوض وانتشار الحشرات».
رغم ذلك كان يمكننا أن نشاهد في الجهة المقابلة للمبنى الذي يقيم فيه صليبا، المواطن جوزيف زخيا محاولاً إطفاء حريق اندلع في قطعة أرض مهملة مجاورة، جرّاء الحرارة المرتفعة والزجاج الفارغ المرمي في وسطها. وكانت لافتةً الطريقة البدائية التي اعتمدها في إطفاء النيران من خلال خرطوم وصله من منزل جيرانه بمياه الشفة، محاولاً إبعاد النار قبل أن تصل الى القساطل البلاستيكية لمياه الشفة وتنقطع عن منزله.