زينب صالحلم يتغير شيء على علي، الطالب في كلية الفنون، بعد الانتخابات. «لا تزال السماء زرقاء، والجامعة في مكانها. أما اللوحات، فلا تزال تنتظر ريشتي»، قال، مضيفاً: «ولم يهتم طالب مثلي يعمل صيفاً كي يتمكن من الالتحاق بجامعته بأن ربح هذا المرشح أو ذاك؟ أهتم فقط لو يساعدونني في تأمين مستلزمات تعليمي، لكن أحداً منهم لم يطرح ذلك».
أما أسامة، الطالب في جامعة بيروت العربية، فبعدما أرسل ليلة الانتخابات لأصحابه من «الطرف الآخر» رسائل يعزيهم فيها بخسارتهم المسبقة، سرعان ما أطفأ هاتفه بعدما «خسرنا»، كما يقول.
لا تعرف من يقصد بـ«نحن». تظنه كان نائباً مرشحاً أو وزيراً مهدداً بفقدان منصبه، لكنه يكمل أنه ليس إلا «طالباً يستدين من أهله كي يكمل تعليمه»، مضيفاً: «لن نتشاجر، لن نرفع المسدسات ولن نتشابك بالأيدي، لكن أحداً منا لن يعانق الآخر بحرارة كما كنا نفعل سابقاً».
فالسياسة قد دخلت مع الطلاب إلى قاعات الدراسة وصارت جزءاً من علاقاتهم على مقاعدها.
أما مريم الطالبة في كلية العلوم، فتسأل ساخرة: «هل سيهتمون بأمورنا عندما يستلمون مناصبهم؟ هل تعلّموا يوماً على مقاعدنا؟».
سألتها إذا كان تذمرها سيقل لو أن طرفها لم يخسر فأجابت: «كلّو متل بعضو، بالسياسة ما عندي ثقة بحدا». «تاتوان» سعيدة لأن الائحة الكاملة لـ14 آذار فازت في منطقتها، البقاع الغربي، ولأن أحد أقربائها صار نائباً. فقد أصبح لها منذ اليوم سند، رغم اعترافها بأنها لم تتعرف إليه إلا قبل الاستحقاق بأيام.
بالنسبة إلى زينب، طالبة سنة ثالثة إعلام، تنتظر العمل بعد التخرج، و«تنفيذ الوعود التي ألقيت على مسامعنا. وسأبقى أنتظر الفرج، رغم أنني أدرك أن لا شيء سيتغير. فالكل يتحدث عن الأمور ذاتها كمحاربة الفساد وخفض المديونية، لكن أحداً لن يحقق شيئاً».
«لماذا إذاً انتخبت؟»، أسألها، فتجيب «كي أختار من يمثلني سياسياً رغم أنني لا أعرف إن كان سيمثلني اجتماعياً».