كما هي حال الحروب والمعارك، فإن محاولات التعامل مع العدو تجري على أرض الواقع وفي العالم الافتراضي، في موقع «فايسبوك» تنشط «مجموعات» تواصل وصداقة، بل «اتحاد»، تجمع لبنانيين وإسرائليين، بعضهم لا يخفي اسمه ولا صورته ولا انتماءه السياسي
أحمد محسن
كل شيء طبيعي هناك. يتجلى الاتصال مع العدو الإسرائيلي في أبهى مظاهره. لا رقابة ولا من يراقبون. يجتمع محمد وجو وليليان، مع دافيد وإيلينور وماشا. يخيّل للمتابع، أو للناظر إلى تلك الأسماء، في المجموعات على «الفايسبوك»، أن أصحابها نقلوا العداء المزمن من الأرض والسماء والبحر... إلى المساحة الإلكترونية الافتراضية. لكن ذلك ليس صحيحاً. العلاقة ودية تماماً في تلك المجموعات. يتبادلون الحديث عن «السلام المنتظر». يأخذون على عاتقهم محو ما عجزت الحروب عن محوه من الذاكرة، وبالتالي محو الحاضر المعمّد بالاجتياح والاستيطان. مبادرات شابة غالباً، لا تنتظر الضوء الأخضر من الكنيست، ولا من جامعة الدّول العربية. مبادرات محرّمة في القانون اللبناني على الأقل، يقدم عليها لبنانيون يسكنون الأراضي اللبنانية، ويحملون جواز سفر تزينه الأرزة الرسمية بلونها الزيتي الباهت.
«أهلاً بكم في مجموعة الصداقة اللبنانية الإسرائيلية»، هناك، في تلك المجموعة الإلكترونية، يعم السلام لحظة التصاق العين بالشاشة. يصدّق الزائر وجود سلام بين لبنان وإسرائيل. يتخطى الأمر المزاح الثقيل. لبنانيون وإسرائيليون يجمعهم الودّ؟ وفي هذه المرحلة، بعد الانتهاء من الحرب الأهلية التي طوت صفحة التعامل الفاضح مع العدو؟ يصعب قبول ذلك.
إليكم صورة واحدة في ألبوم الصور الخاص بالمجموعة: حمامةٌ بيضاء، تقضم زيتوناً أخضر. تقضمه، كما يقضم الاستيطان أراضي الفلسطينيين حتى آخر رمق. يتجاهل شبان المجموعة هذه الحقائق. يدوسون على الصراع الذي يتخطى المرحلة. يتجاهلون الموتى من الفريقين. أغنيات في المجموعة أيضاً. الفنانة اللبنانية باسكال صقر، تحظى بأغنية هناك، بعلمها أو من دونه، لا فرق. يكفي أن تضغط على زر التشغيل حتى تطالعك أغنية «اشتقنا يا بيروت». وللمتابع أيضاً، أن تحط ذاكرته وسط هذا الخليط الهجين، في فيلم إسرائيلي عُرض أخيراً في الصالات الأوروبية: «فالس مع بشير». ينشد الجنود الإسرائيليون في أحد مقاطعه أغنيةً للبنان. يرفعون أصواتهم «ليفانون ليفانون». يوثّقون جرائمهم القذرة في صبرا وشاتيلا، وصور، وخلدة. يعرضونها في باريس وبرلين بلا حياء، ولا تأتي المجموعات الإلكترونية على ذكرها، رغم وجود اللبنانيين بينهم طوعاً. لم تأتِ على ذكر الموت إطلاقاً. تكتفي بالشوق الإسرائيلي إلى بيروت، وبأغنية عبرية، للفنانة الإسرائيلية دانا، بعنوان (ye esov zeruim).

«عينك بنت عينك»

يمكن اعتبار الاتصالات بالعدو مستهجنة في بداية الحديث عنها، وتالياً، غير مشروعة في المنطق والقانون. السلام بين الدول، ليس خياراً فردياً في رؤية الدول الاستراتيجية، بل إنه يحتاج إلى قرار وطني، غير موجود في لبنان، وعلى الأرجح، لن يكون أبداً من ناحية الإسرائيليين أنفسهم. يقولون ذلك في المؤتمرات الصحافية. يستمرون في توسيع الاستيطان.
من بين المجازر التي ارتكبها جيش العدو، ترتفع دعوات لبنانية يافعة للتواصل مع الإسرائيليين. وفي العصر الحديث، تصنف الدوّل، التي تحترم سيادتها فعلاً، الصلات غير المشروعة بالعدو على أنها أخطر الجرائم الواقعة على أمن الدولة. إنه الخطر الآتي من الحدود الخارجية. لكن شباب مجموعة الصداقة الافتراضية لا يخشون شيئاً، أو لا يعرفون أن اندفاعهم نحو السلام مع الإسرائيليين، غير مسموح به من الناحية القانونية، حتى ولو شدتهم إلى ذلك مبادراتهم الفردية. يضعون صورهم الشخصية. أسماء جامعاتهم اللبنانية. ليس ثمة من يراقب اتصالاتهم على ما يبدو، رغم الانكشاف الكبير لشبكات التجسس الإسرائيلية في الآونة الأخيرة. يتحاورون مع الإسرائيليين «عينك بنت عينك». إحدى الصبايا اللبنانيات، المقيمات في عين الرمانة، على مقربة خمس دقائق تماماً، من المبنى الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية في الشياح، تفادت الحديث في الموضوع إعلامياً بدايةً. لكن، وعندما تأكدت أن اسمها لن يذكر، أوضحت أن صداقتها مع الإسرائيليين «بديهية»، فهي «تكره الفلسطينيين والسوريين وحزب الله». بدا طلبها بعدم ذكر اسمها غريباً، فهو يلمع باللون الأزرق، كمسؤولة تنسق مع «رفاق» إسرائيليين، عن سير أمور مجموعة «الاتحاد اللبناني الإسرائيلي».
لحظت معظم الدول العربية ضرورة التعامل مع هذه الحالات بصرامة، وتجريم فاعليها بموجب الدساتير. قررت دول الجامعة العربية مقاطعة العدو الإسرائيلي، وأنشأت مكتباً خاصاً لمقاطعة إسرائيل عام 1951، مركزه دمشق. بيد أن المركز، وعلاقة الشابة اللبنانية بدمشق، لل يمثّلان سبباً لرفع لهفة محدثتنا نحو التعرف إلى الإسرائيليين. فهي ترى العدو صديقاً. ذلك رغم أن الجامعة العربية، كلّفت كل دولة عربية إنشاء مكتب خاص للاهتمام بشؤون المقاطعة، جاء موقع «فايسبوك» ليجعل التواصل علنياً بين مواطنين لبنانيين، وآخرين إسرائيليين. أفسد الموقع الاجتماعي الإلكتروني توصية مجلس الجامعة العربية في جلسته المنعقدة في 11/12/1954 للحكومات العربية من أجل وضع أحكام قانونية خاصة بمقاطعة إسرائيل وتوحيد التشريعات في هذا الإطار. تجدر الإشارة إلى أن التعاطي مع التوصيات، اختلف بالنسبة إلى بعض الدول العربية بعد توقيعها اتفاقيات سلام مع إسرائيل، لكن مهلاً، لبنان ما زال في حالة حرب، فقد انفضحت نوايا الجواسيس ومشغليهم قبل أسابيع، ولم تبرد دماء الشهداء بعد.

200 ألف ليرة «غرامة»

لا يخضع الحديث عن تواصل لبنانيين مع إسرائيليين لأي معادلات سياسية، أو إنسانية، كما هي الحال عند الحديث عن المهاجرين غير الشرعيين، أو العمال الأجانب مثلاً. لا يمكن مقاربة التواصل مع العدو من وجهة نظر يمينية شوفينية، أو «يسارية» تكون أكثر تساهلاً مع الآخر عادةً. القانون وحده يحدد ذلك، والقانون واضح في تصنيف إسرائيل عدواً. في موازاة ذلك، استبقت التشريعات اللبنانية وجود إسرائيل عدواً، فتحدث، منذ نشأة لبنان، عن تجريم التواصل غير المشروع بالعدو، كائناً من كان هذا العدو. وجاء في قانون العقوبات الصادر بتاريخ 1/3/1943، في نص المادة 278 منه، أن «كل لبناني قدّم مسكناً أو طعاماً أو لباساً لجاسوس أو لجندي من جنود الأعداء يعمل للاستكشاف أو لعميل من عملاء الأعداء، أو ساعده على الهرب أو أجرى اتصالاً مع أحد هؤلاء الجواسيس أو الجنود أو العملاء وهو على بينة من أمره، يعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة، وكل لبناني سهّل فرار أسير حرب أو أحد رعايا العدو المعتقلين عوقب بالاعتقال المؤقت». يتقلص إبهام المادة 278 تدريجياً، بالمقارنة مع نص المادة 285 عقوبات، فتتطرق الأخيرة إلى عوامل أكثر شموليةً، وتنص «على أنه يعاقب بالحبس سنة على الأقل وبغرامة لا تنقص عن 200 ألف ل.ل. (كان المعدل 100 ليرة قبل عام 1993، قبل أن يتدهور سعر صرف الليرة اللبنانية) كل لبناني وكل شخص ساكن لبنان أقدم أو حاول أن يقدم مباشرة أو بواسطة شخص مستعار على صفقة تجارية أو أي صفقة شراء أو بيع أو مقايضة مع أحد رعايا العدو أو مع شخص ساكن بلاد العدو، ويعاقب بالعقوبة ذاتها كل لبناني وكل شخص في لبنان من رعايا الدول العربية يدخل مباشرة أو بصورة غير مباشرة من دون موافقة الحكومة اللبنانية المسبقة بلاد العدو، وإن لم يكن المقصود من دخوله أحد الأعمال المنصوص عليها في الفقرة السابقة». وتابع القانون ملاحقته للمتعاملين مع العدو، فذكرت المادة التالية، 286، «على أنه يستحق العقاب الوارد في المادة السابقة من ذكر فيها من الأشخاص إذا أسهموا في قرض أو اكتتاب لمنفعة دولة معادية أو سهلوا أعمالها المالية بوسيلة من الوسائل»، لكن الافت أنه في نص المادة المذكورة، والمادة 287 عقوبات، لم يدخل التشريع في صلب العلاقة الثقافية مع العدو، إذ نصت الأخيرة، على أن «من أخفى أو اختلس أموال دولة معادية أو أموال أحد رعاياها المعهود بها إلى حارس عوقب بالحبس من شهرين إلى سنتين وبغرامة أقلها 200 ألف ليرة». لم يذكر القانون شيئاً عن التواصل الثقافي والاجتماعي العادي، الخالي من هدف الربح التجاري.

العلاقات المحرّمة والحرب الإعلامية

عندما تعرف حسن إلى رونيت (فتاة إسرائيلية تدرس في جامعة حيفا)، كان يهدف إلى التسلية. التسلية اللاهبة. يعترف بذلك. أحبها فجأة. أحب شعرها البني الذي يتسلل بطيئاً إلى حواسه عبر الـ«ويب كام». هل تشعر بأنك مشتبه فيه بالتعامل مع العدو؟ نسأله. يسخر حسن المقيم في ألمانيا من ذلك. برأيه حب يهودية ليس جرماً فظاً. ما زال يدين بالولاء للمقاومة والسيد حسن نصر الله. تعصر التناقضات صوته الآتي عبر برنامج الرسائل القصيرة MSN. أحب رونيت وحسب، ويبرر بأن ذلك كان ممكناً في برلين، لكنه حدث على الإنترنت. عشرات الأمكنة على الشبكة المعقدة توقع اللبنانيين في فخ الصراع مع إسرائيل. المجموعات الخاصة بمثليي الجنس، تشهد تلاقياً حاراً بين الطرفين، لا يعرف العلاقة القانونية، ولا يكترث لها. الحرارة التي تتفاعل في المجموعات الأخرى، وتنفذ من ذيول القانون عبر النوافذ الثقافية، كالمحطات التي يلحظ فيها أسماء عربية، مع إشارة إلى انتمائهم إلى شبكة «إسرائيل» إلكترونياً، ويسهل التوقع أن أولئك الأشخاص هم من عرب 48، الذين يحتفظون بالعروبة في ذاكرتهم، رغم جوازات سفرهم الزرقاء، ورغم أنف الفايسبوك. يشارك كثيرٌ من هؤلاء في البحث عن علاقات، أو أصدقاء عرب، فيجدون في الموقع فرصة لإطلاق المواقف التي تحجبها السلطات الرسمية عن الإعلام. يستنكرون أحداث غزة، والحرب على لبنان. لكن المشاركة العربية عامةً، واللبنانية خاصةً، في الحرب الإعلامية ناقصة. ناقصة ومهينة. 177 ألفاً من مشتركي الفايسبوك انضموا إلى مجموعة إسرائيل، فيما وصل أكبر عدد من الأعضاء في مجموعة لبنان إلى 15 ألف فقط. 23 مجموعة بعنوان «نحن نحب إسرائيل»، فيما يكفي كتابة «لبنان» باللغة الإنكليزية في محرك البحث، لتقابل الباحث مجموعات عن صيف لبنان، والموسم السياحي، وطبعاً الأحزاب السياسية الكلاسيكية. 33 ألف مناصر لجيش «الدفاع الإسرائيلي»، مقابل بضعة آلاف يناصرون الجيش اللبناني، على أبعد تقدير. حتى في الحديث عن المجازر والحرب الإعلامية التي تتخذ من الموقع مكاناً لوقوعها، فإن 77 ألف مشترك يرفضون إنكار الهولوكست، المحرقة النازية بحق اليهود، فيما لا يتخطى العدد الألف الذين يرفضون نسيان محرقة قانا التي اقترفها الجيش الإسرائيلي. 77 ألف مناصر للجيش الإسرائيلي «في حربه على الإرهاب». تمارس إسرائيل إرهاباً إلكترونياً أيضاً، ويبدو العمل الإسرائيلي أكثر فاعليةً وتنظيماً من الناحية الإلكترونية، وهو الأمر المتوقع من الناحية النظرية.

تجريم الصلات غير المشروعة بالعدو

جرّم القانون الفرنسي عام 1810 عمليات إمداد العدو بالجنود والنقود والأرزاق والأسلحة والذخائر. واجتهد في تشريعاته، ليحظّر الاتجار مع العدو عام 1914، واعتبر العقود كلها المبرمة مع العدو أو أحد رعاياه باطلة لمخالفتها النظام العام. لحقت إيطاليا بفرنسا عام 1890 ثم عام 1930، فمنعت أي اتصال أو عمل آخر لمساعدة العدو في أعماله الحربية ضد الدولة الإيطالية. إسرائيل نفسها، تراقب مواطنيها الذين يتعاملون مع أعدائها. هنا في لبنان، وبعد السقوط الميمون لشبكات تجسس إسرائيلية، هل من دور ما للـ«فايسبوك» أو لشبكة الإنترنت عموماً في ذلك؟ أكد مسؤول أمني رفيع لـ«الأخبار» عدم توافر أي معلومات حتى الآن في التحقيقات، بشأن استخدام الإسرائيليين لشبكة الإنترنت كوسيلة اتصال أساسية مع العملاء الذين قُبض عليهم أخيراً، من دون أن ينفي أن ظاهرة وجود اللبنانيين والإسرائيليين في مكان واحد، أمر مثير للشبهات، حتى من الناحية الثقافية، وليس الأمنية فقط. وأوضح مسؤول أمني رفيع في قوى الأمن الداخلي، أن التحقيقات في أمور مشابهة، تتطلب أمراً من النيابة العامة التمييزية، التي تعد الضابطة العدلية الوحيدة. ولفت إلى أن قوى الأمن الداخلي تتولى الشق التقني في الموضوع، والذي يقضي بإتمام التحريات، لكن حتى تبدأ التحريات، وتُفتح التحقيقات في أي حالات مشابهة، تتعلق بالمعلوماتية والإنترنت وغيرها من المواضيع، فإن النيابة العامة يجب أن تتلقى شكوى جزائية في هذا الموضوع، أو تتحرك بناءً على دعوى الحق العام.
في إطار منفصل، أثبت فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وبعد نجاح مذهل قبل الانتخابات النيابية، أنه قادر على توقيف عدد من المتعاملين مع العدو. وعزز الفرع قدراته الإلكترونية، بعد توضيحه سلسلة «مغالطات» وردت في أحد التقارير التي عرضتها محطة تلفزيونية محلية. تمكن الفرع من تحديد الكثير من الملابسات الإلكترونية، والثغرات الفنية في التقرير، ما يشير إلى قدرة تقنية عالية متعلقة بالإنترنت، لن تصعّب على الفرع متابعة شؤون الفايس بوك، والمتصلين بالعدو عبره. هذا ليس إخباراً قضائياً، فالموقع افتراضي، والتحقيقات (في كل الأجهزة الأمنية) مجهولة في هذا الصدد. لكن، من ناحية الشكليات المتاحة للجميع، ثمة أناس هناك، على ذلك الموقع، يقيمون سلاماً مع إسرائيل، على حسابهم الخاص.


القوات تنفي مسؤوليتها عن «الوهميين»

«القوات زلمها رجال، والرجال ما بتركع». هكذا، يقابلك العميل الفار إتيان صقر، في مقدمة مجموعة من الصّور التي تمجد العلاقة القديمة مع العدو الإسرائيلي، على موقع «يوتيوب» الإلكتروني. آخر التعليقات المنشورة يعود إلى أسبوعين، ما يعني أن الفيديو يحظى بالمتابعة الدائمة. أعلام لبنانية وإسرائيلية. صلبان مشطوبة على الطريقة النازية. ضباط العدو الإسرائيلي، يمرون في الصور، مع أغنيات تمجد القوات اللبنانية. لكن، وفي سياق متصل، نفت المسؤولة الإعلامية في حزب القوات اللبنانية، أنطوانيت جعجع، أي مسؤولية، أو معرفة بهؤلاء الأشخاص الذين يستخدمون صور «الرئيس بشير الجميّل، والحكيم، أو شعار الصدم»، ويدوّنون شعارات مؤيدة للعدو الإسرائيلي، ورأت في الأمر ضرراً على كل الأحزاب اللبنانية، يسببه «هؤلاء الأشخاص الوهميون». من جهة أخرى، لا يستطيع الشاعر سعيد عقل، إنكار مديحه المفرط للجيش الإسرائيلي إبان اجتياح عام 1982. تحدث الشاعر اللبناني بعنصرية بالغة عن الفلسطينيين وقتها، في فيديو بعنوان «لبنان يقدّر إسرائيل».


التجربة السورية

منذ عامين تقريباً، الفايس بوك ممنوع في سوريا. أحد السوريين علق على الموضوع في مجموعة تحمل اسم «حرروا الفايسبوك في سوريا»، معتبراً أن التذرع بتسلل «الصهاينة إلى السوريين» أمر سخيف، ولا يمكن القبول به كحجة على «القمع الإلكتروني». إحدى المدونات السوريات، عبرت عن سخطها حينها. قررت رزان أن تتحدى مشيئة وزارة الاتصالات. كتبت في مدوّنتها، الإلكترونية أيضاً، ما يشبه البيان الرقم 1. وجاء فيه: «بمشيئتي ومشيئة الشعب، سيعاد فتح موقع Facebook. على كل مستخدمي الإنترنت في سوريا الدخول إلى موقع http://facebookoxy.com مع نصيحة تقنية بعدم تفعيل خيار remove scripts from options». إذاً، بعد عامين من حجب الموقع عن السوريين، خوفاً من اتصالهم بالعدو «الصهيوني»، ما زال الموقع شغالاً بعيداً عن أعين الدولة، وواضحاً في الصفحات الإلكترونية.



مساحة لرفض التطبيع

يمكن أن يكون الفايسبوك، مساحة لرفض التطبيع، ورفض التواصل مع الإسرائيليين، أكثر ما هو مكاناً للتلاقي مع العدو. وفي هذا الإطار، نددت مجموعة «الحملة القوميّة للتنديد بما فعله فضيلة شيخ الأزهر في مؤتمر حوار الأديان»، حين صافح الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز. وتستقبل المجموعة زوّارها بمقال من إحدى الصحف المصرية يندّد بما حصل، إلى جانب صور من مؤتمر الأديان يظهر فيها الشيخ طنطاوي مع الرئيس الأميركي جورج بوش ويصافح شمعون بيريز. وإلى جانب ذلك، يضع بعض الأعضاء وصلات لمجموعات أخرى، منها «بنكره محمد سيد الطنطاوي»، و«من غير كلام كتير يا شيخ الأزهر استقِل».