صيدا ــ خالد الغربيما الذي يدفع نسوة المخيمات وبعض كهولها إلى حضور حفل رياضي، فيما الرياضة هي في آخر اهتماماتهم؟ سؤال تجيب عنه إحدى النسوة الجالسات على مقاعد مدرّج المدينة الرياضية في صيدا، لحضور دورة القدس الكروية «شباب اليوم أمل الغد» التي نظمتها المؤسسة الفلسطينية للشباب والرياضة، ضمن فعاليات احتفالية القدس، بالقول: «جئنا للتضامن مع القدس والقدس تجمعنا، وفلسطين لنا ومش لليهود وجئنا لأجل فلسطين والقدس». السؤال نفسه يجيب عنه أبو محمود طه معلناً تضامنه «مع القدس ولو بالرياضة».
لم تقتصر المناسبة على إعلان التضامن مع المدينة المحاصرة بالاحتلال والمهددة بالتهويد، فقد استغلها الفلسطينيون للحديث عن معاناتهم حتى في بلدان اللجوء، فيقول محمد عوض من مخيم عين الحلوة: «من حقنا وحق ولادنا العيش بكرامة، ما في شي مثل الخلق داخل المخيمات، لا ماء لا كهرباء». هذه الشكوى التي يطلقها عوض تؤكد أن «الهم الفلسطيني واحد من القدس إلى لبنان، وهذه حفلة تضامن الضحايا في لبنان مع الضحايا في القدس، وكلنا ضحايا الاحتلال».
يتوقف عوض عن الكلام لبرهة ويبتسم. تلفته الشعارات التي تحملها الفرق الرياضية، وهي تتقدم إلى الملعب. تختلف الشعارات من فرقة إلى أخرى، لكن جميعها تبدأ بالعبارة الآتية: «فريق الجالية الفلسطينية في (...)». يمر فريق الجالية الفلسطينية في لبنان، فيعلّق عوض قائلاً بسخرية: «والله صار إلنا جالية في لبنان».
تمر الفرق، وكل واحدة منها تخص القدس بتحية على طريقتها، إذ قدّم فريق الجالية في لبنان عرضاً تحت عنوان «طوق ياسمين لقدس العروبة»، فيما حمل فريق الجالية الفلسطينية في المملكة العربية السعودية صورة عملاقة للقدس مذيلة بعبارة «القدس باقون في هوائها وترابها». ويقول الرياضي الفلسطيني محمد حمزة الآتي من هناك: «سنحرر القدس بالجهاد والصبر والوعي».
تنهي الفرق دورتها في الملعب، ويبدأ «الماتش» الافتتاحي. تدور الكرة بين اللاعبين، فيعلّق خالد ميعاري، أحد المتفرجين، بالقول: «وضعنا نحن الفلسطينيين شبيه بهذه الكرة، مش معروف مين بشوطنا ومين منصيب». يلاحق الكرة بعينيه، وعندما تصل إلى حدود المرمى، يقول: «يجب أن يكون تصويبنا دائماً على مرمى العدو، كما هذه الكرة».