بعدما قدّم طلاب الصحافة الإذاعية أفلام تخرّجهم، قدّم طلاب الصحافة المكتوبة مجلاتهم، إلى لجنة التقويم. خمس مجلات وجريدة، عكست اهتمامات المتخرجين، وغلبت عليها هواجسهم، من الجنس إلى الدين فالسياسة والصحة، دون أن تخلو من أخبار الفنانين
محمد محسن
ماذا ينتظر الرجل الخائن من زوجته؟ سؤال وجيه طرحته أسرة تحرير مجلة «زين»، وحاولت الإجابة عنه في صفحاتها. أما مجلّة الكاميرا، فوجّهت أقلامها نحو رتق غشاء البكارة، والزواج المدني الذي يحارب رجال الدين تطبيقه في لبنان. نظرت مجلة «الرؤية» بعيون كتّابها إلى مشكلة سفاح القربى، إضافةً إلى مواضيع اجتماعية وإنمائية أخرى، بينما فضّلت أسرة التحرير في مجلة «المدى» توسيع المدى الجغرافي لمواضيعها، فخرجت من الجسد، وانطلقت نحو السياسة، وتحديداً نحو العلاقات اللبنانية ـــــ السورية. في مجلة «يتفكرون»، فكّر الكاتب الوحيد (هادي نعمة) من زاويةٍ دينية، فقدّم في صفحاته مواضيع دينية متنوعة تناول بعضها الإعجاز في القرآن الكريم. وحدها مجلّة «جاد» اهتمّت بشؤون الأطفال، فقدّمت إليهم قصصاً ورسوماً تشبه تلك الموجودة في مجلاتهم المحببة، والمنتشرة على واجهات المكتبات وأكشاك الكتب. هذه ليست جردةً مجلّاتٍ في برنامجٍ صباحي، بل طائفة من عناوين أراد طلاب الصحافة المكتوبة في كلية الإعلام والتوثيق (الفرع الأول) في الجامعة اللبنانية، معالجتها. وقع الطلاب في حيرةٍ من أمرهم: هل يقلّدون مجلات الأسواق التي يطالعونها بشغفٍ ينتقده الأساتذة أثناء المحاضرات، أم يتجهون نحو معالجاتٍ جديدة قد يعوقها ضعف تجربتهم في العمل الميداني؟ استعانوا بتجارب السنوات الماضية، وعملوا بإرشادات الأساتذة المشرفين. انطلق الطلاب في رحلتهم المهنية فافتتحوها بإصدار الأعداد الصفر من مجلات خاصة توجّت بصدورها ثلاث سنواتٍ من الدراسة الأكاديمية. خلال يومي الأربعاء والجمعة الماضيين، تسلّمت لجنة التقويم المؤلفة من خمسة أساتذة، خمس مجلاتٍ وصحيفة. أحبّت أسر التحرير تخصيص مواد مطبوعاتها، فأعلنت عنها على أغلفتها محددةً جمهورها المستهدف.
أسرة تحرير مجلة «زين» (مهى بيضون، ميسون عيسى، دانيا شري وفاطمة محسن) صنفتها مجلةً موجّهة إلى الرجل حصراً، تتغلب على حواجز المحظورات. لم يرُق هذا التقديم الدكتور وفيق إبراهيم، الذي رأى أن المجلة معادية للرجل، لأنها «لم ترَ منه إلا مشاكل البروستات والخيانة والشذوذ الجنسي». إلا أن الطالبات ناقشن أساتذتهن، ودافعن عن المواضيع بصفتها تتناول «ظواهر موجودة ينبغي معالجتها». في المقابل، لم يطل نقاش الأساتذة مع كاتبتَي مجلة «جاد» (مروة حيدر وإيمان عبادي) للأطفال، إذ أبدت اللجنة إعجابها بتناسق المواضيع والتصميم الفني للمجلة، لدرجة أن أحد الأساتذة أخذ نسختين منها لأقربائه. نالت مجلة «الرؤية» انتقاداتٍ عدّة على مستوى الشكل والمضمون، كان أهمّها استعمال أرقامٍ إحصائية «غير منطقية» في موضوع سفاح القربى، إذ عدّ الدكتور جمال نون الإنترنت مصدراً غير موثوق به، وخصوصاً في ظل تناقض الأرقام في الموضوع ذاته.
أما مجلة «المدى» (دعاء السبلاني ـــــ سناء صفوان ـــــ عبير الهويل ـــــ زينب زعيتر)، فقد رأت اللجنة أن معالجة المواضيع السياسية فيها سطحيّة، فيما نوّهت بالأخرى غير السياسية، التي طغت عليها الشؤون الصحية، وخصوصاً في الصفحات الأخيرة.
أخفقت جريدة «الكاميرا» (روند فقيه، لينا فخر الدين وربيع دمج)، الشبابية الهوى، في نيل إعجاب اللجنة وتقديرها، لأسبابٍ كثيرة، لا تبدأ عند التصميم المستنسخ من جريدة «نهار الشباب» ولا تنتهي عند ما عدّته اللجنة «مواضيع مكرّرة».
إذاً، التجربة الأولى لطلاب الصحافة لم تكن مشجّعة، إذ أبدى أساتذتهم ملاحظاتٍ شديدة اللهجة في بعض الأحيان، وخصوصاً في ما يرتبط بالتصميم، لجهة تشكيل أعمدة الصفحات، ومنهجية اختيار العناوين، إضافةً إلى اختلافاتٍ بين محتوى الفهرست والمحتوى الداخلي للمجلة. في المقابل، تفاوتت ردود أفعال الطلاب، منهم من اشتكى من المطابع وسوء مواعيدها وطباعتها، ومنهم من أرهقه ضعف المصممين الفنيّين. ولكن، في النهاية، وبعدما أمطروهم نقداً لاذعاً، ابتسم الأساتذة لطلابهم، ومنحوهم أملاً بالنجاح حين قالوا لهم «يعطيكن العافية شباب، شغلكن منيح».


كتبت الطالبة مهى بيضون في مجلة «زين» تحقيقين، تناول الأول هوس الشبان بالسيارات ومكبّرات الصوت داخلها، أما التحقيق الثاني، فتطرّق إلى صورة عارض الأزياء في المجتمع اللبناني. كذلك شاركت بيضون في جميع المقابلات التي أجرتها أسرة المجلة.

شارك حسين شمص بفعالية في إعداد مجلة «الرؤية» وكتابتها. كان من المفترض أن يتخرج حسين قبل عامين، لكنّه اضطر إلى تأجيل مشروعه إلى هذا العام، لأسبابٍ عديدة، منها صعوبات كسائر الطلاب، مثل الظروف المادية، وصولاً إلى ظروف عائلية قاهرة


إعلان
التقديم في أيلول


سمحت لجنة التقويم للطلاب الذين لم يقدّموا مجلاتهم في الموعد المحدّد، بأن يؤجلوا تقديمها إلى أيلول القادم، حيث موعد دورة الامتحانات الثانية. رأت اللجنة أن مشروع التخرج هو مادة ضمن مقرّرات السنة الثالثة، ولا مخالفة للنظام الأكاديمي، في إعادة تقديمه ومناقشته مع المقررات الأخرى.