قُتل طفلان أمس. عمر (5 أعوام) وأكرم (7 أعوام). هكذا، فاجأهما القتل، في صيفٍ كانا يستغلانه للهو من عناء الدراسة. لن يذهبا إلى المدرسة في العام الآتي. سينامان في تابوتين صغيرين، لن يضيقا بجسديهما المسمّمين. يصعب تصديق ذلك، من يسمّم أطفالاً؟ لكن الأمر حصل فعلاً. أحدهم، سمّم الطفلين في عرمون. خرق الحدث هدوء المنطقة الجبلية أمس. ضجّت الفاجعة في المكان. دخل أعمامهما (عمر وأكرم) إلى بيت والدهما، بعدما تصاعدت منه رائحة الدخان. وجدت جثتا الطفلين، ليتبيّن لاحقاً، في اعترافات الأب موفّق ق. (وفقاً لمسؤول أمني) أنه طحن 7 حبوب من أقراص lexutanil المهدئة للأعصاب، ووضعها في البون جوس (العصير). اعترف بأنه سمّم طفليه بنفسه، بلا رحمة. ولفت المسؤول الأمني إلى أن التحقيقات بيّنت وجود خلافات قديمة بين المشتبه فيه وزوجته وصال م. فيما لا تزال تلك المشاكل عالقة في إحدى المحاكم الشرعية. كان هذا قبل حادثة أمس. يقول مطّلعون على حالته النفسية، إن الأب سئم حالته المادية. لم يعد يطيق نفسه لكونه عاطلاً من العمل، وبعيداً عن عائلته. كان يتهم زوجته بالاستيلاء على طفليه. استغل يوم الأحد، لاصطحاب الطفلين المغدورين. أخذهما إلى بيته. وهناك حدث الأمر. أكثر من ذلك، أكدت التحقيقات أن الأب حاول تسميم نفسه هو الآخر، بالمقدار ذاته، وبالطريقة نفسها. مات الولدان على الفور. لم تتوقف الأمور عند هذا الحد، فقد أكد شهود عيان، أنهم ذهبوا إلى المنزل، بعدما فحّت منه ألسنة اللهب، قبل أن يتبيّن في وقتٍ لاحق للمحقّقين، أن الأب اعترف بسكبه مادة البنزين على أرض الغرفة، ومحاولة إحراق المنزل بواسطة شمعة. أراد الفاعل أن يطمر كل شيء، أن يقتل الطفلين ويقتل ذكراهما معه. لكن، في صدفة غريبة، نجا الأب من السم، الذي قال للمحققين إنه هو الذي طبخه. نقل إلى أحد المستشفيات القريبة، ونجح الأطباء هناك في غسل معدته سريعاً، من المركبات الكيميائية التي أزهقت روحَي الطفلين. وأشار المسؤول الأمني إلى أن موفّق قام بأمر مشابه منذ فترة، لكن حينها، لم يكن بوارد تسميم الطفلين. اقتصر الأمر حينذاك على محاولة إحراق المنزل بواسطة شمعة. في النهاية، مات عمر وأكرم. اعترف والدهما في التحقيقات الأولى بأنه أعدّ السمّ بنفسه، ودسّه في العصير. مهما كانت نتيجة التحقيقات لاحقاً، فإن مقاعد الدراسة ستفتقد عمر وأكرم كثيراً.(الأخبار)