البقاع ــ نقولا أبورجيلياستيقظ البقاعيّون صباح أمس على صفير رياح سريعة وسماء ملبّدة بالغيوم سرعان ما أرسلت أمطاراً خفيفة هطلت في بعض المناطق هنا مع تقدّم ساعات الظهيرة. هذا الجوّ المتقلّب في «عزّ» تموز، الذي يدفع الأهالي يوماً إلى أن يتسابقوا مع الحرائق لإطفائها قبل أن تأكل أرزاقهم، ويوماً إلى أن يعودوا فـ«ينزلوا الشتوي» أو يسألوا جيرانهم وأصدقاءهم «شو ركّبتوا الصوبيا؟»، لا يخفي قلقاً جدياً لديهم من خسائر إضافية في المزروعات والمواسم، يمكن أن تسبّبها سرعة الرياح والأمطار الممزوجة بالغبار للأشجار المثمرة والمزروعات.

تقلّبات المناخ في عز
الصيف ليست بالشيء
الجديد

أمين سر نقابة المزارعين في البقاع عمر الخطيب أوضح لـ «الأخبار» «أن تقلّب الجو وهطول الأمطار الخفيفة في فترة الصيف، قد يعرّضان بعض المزروعات لأضرار جزئية، مثل نباتات الخسّ واللوبياء والفاصوليا وأصناف أخرى، إذ تمتصّ أوراق هذه النباتات مياه الأمطار الممزوجة بالغبار والرواسب المنتشرة في الجو بعد فترة انقطاع لهذه الأمطار مع نهاية فصل الخريف، إضافةً إلى الحشرات وخصوصاً حشرة «المنّ»، التي تساعد الرياح والجوّ الرطب على انتشارها فتلتصق بأوراق الأشجار المثمرة وجذوع بعض الأشجار وأغصانها ومعظم الزراعات، وهذا بطبيعة الحال ما يؤدي إلى أضرار جزئية تصيب المزروعات، يضطر معها المزارع إلى رشّ المبيدات والمغذّيات تداركاً لشلل النباتات، وتلوّث الثمار وتباطؤ نموّها، وبالتالي مساعدتها على النمو بشكل طبيعي»، وأشار الخطيب إلى أن استمرار هذا الجوّ المتقلب على هذه الوتيرة أياماً إضافية، قد يسبّب مزيداً من الأضرار على المزروعات. وعن رأي كبار السن في المتغيّرات المناخية وتأثيراتها السلبية على أرزاق الفلاحين، لفت المزارع طانيوس أبو فيصل (75 عاماً)، إلى أن تقلبات المناخ في «عز» الصيف، ليست بالأمر الجديد، وأن الأعوام السابقة كانت تشهد مثل هذه المتغيّرات، «هيدا شغل ربنا وما باليد حيلة»، أما الفارق الوحيد يتابع أبو فيصل، فهو طرق معالجة الأضرار، «كنا نكافح المنّ والحشرات بواسطة الكبريت المجفّف والقليل من المبيدات التي كانت متوافرة في حينها، وكنا بغنى عن مئات الأنواع من المبيدات والمغذيات التي يستخدمها المزارعون هذه الأيام».
حاولت «الأخبار» الاطلاع على الأحوال الجوية المتوقعة خلال الأيام المقبلة، من خلال اتصال هاتفي أجرته مع مصلحة الأبحاث الزراعية في تل عمارة ومحطة رصد الأحوال الجوية فيها، إلا أن غياب المسؤولين عن السمع حال دون ذلك.