وضعت سفيرة الولايات المتحدة في لبنان الحجر الأساس لمشروع تجديد مباني معهد قوى الأمن الداخلي أمس. سبقت السفيرة ميشال سيسون ممثل المدير العام العميد عبد البديع السوسي إلى الاحتفال، فاستقبلته في مقرّ المؤسسة الرسمية التي يتولّى قيادتها
بيسان طي
أخيراً، سيجري تحديث أكاديمية قوى الأمن الداخلي. يكتسي هذا المعهد أهمية كبيرة على الصعيد الأمني، فمهمته هي تخريج جميع أفراد المؤسسة. إلّا أن المبنى الذي يشغله حالياً غير معدّ لاستيعاب عدد كبير من الطلاب أو المجندين، كما أن مجمل تجهيزاته والبرامج التي تدرّس فيه غير عصرية.
مشروع التحديث أُطلق أمس خلال احتفال وضع الحجر الأساس لتجديد المعهد، هذا المشروع الذي ينفذ برعاية وتمويل أميركي، وتبلغ ميزانيته 7،5 ملايين دولار.
عملية تحديث المعهد ضرورية لتطوير أداء قوى الأمن، إلّا أن الحكومة اللبنانية مقصّرة في تقديم التمويل اللازم لتحديثه وإقامة الدورات والبرامج المتقدمة لطلابه، لذا تسدّ المساعدات الأجنبية بعض هذا النقص.
المشروع الذي أطلقته سيسون أمس يلقى ترحيب غالبية الضباط، لكنه يثير امتعاض ضباط آخرين، فقد قال بعضهم لـ«الأخبار» إنه يفضّل أن يحظى المشروع بـ«تمويل عربي»، فيما علّق آخرون «كيف نتلقّى مساعدات من الجهة التي تقدّم مساعدات باهظة إلى العدو الإسرائيلي؟»، وذكّر هؤلاء بأن مضامين ونوعية والتوجه الثقافي للبرامج التي تُدرّس ستؤثر بالتأكيد في أداء متخرّجي المعهد في خدمة المواطنين. وهنا تجدر الإشارة إلى أن سيسون ختمت كلمتها بالتأكيد على استمرار الشراكة الأميركية مع قوى الأمن، وأضافت «شراكتنا تسعى إلى تعزيز قدرات قوى الأمن الداخلي... إن التطوير المهني لقوى الأمن الداخلي أمر حاسم بالنسبة إلى سيادة لبنان وأمنه واستقلاله».
وكان الاحتفال قد افتتح بكلمة عرّيفه العقيد الركن الياس حبيب الذي شدد على أن الولايات المتحدة «كانت ولا تزال» تقدم الدعم إلى لبنان على مستويات مختلفة، منها المستوى السياسي، وتحدث عن الدعم الأميركي على المستوى «الأمني»، لافتاً في هذا الإطار إلى برامج المساعدات والتدريب لقوى الأمن التي تُقام حالياً.
ثم وصل العميد السوسي، فأدّت له ثلّة من أفراد قوى الأمن التحية العسكرية، لتتحدث بعد ذلك سيسون.
لفت السوسي في كلمته إلى أنه «خلال الأشهر الثمانية عشر السابقة قدمت الولايات المتحدة مشكورة المساعدات والهبات إلى قوى الأمن الداخلي فوفّرت لها مركبات لقطعات السير والطوارئ،»، ورأى السوسي أن هذه «المساعدات والهبات غير المشروطة عبّرت عن دعم الولايات المتحدة وصداقتها للبنان».

ماذا ستتضمّن الأكاديمية

السفيرة الأميركية قالت إنها ستشمل غرف منامة لـ400 مجند، وسيُجهّز المطبخ الجديد بمعدات متطورة لإعداد الطعام لألف طالب وضابط، وستجهّز غرفة طعام جديدة وقاعة رياضة ومركز تدريب للياقة البدنية، إضافةً إلى 12 غرفة للدراسة مجهّزة لتدريب أفراد قوى الأمن الداخلي من المستوى الابتدائي إلى المستوى المتقدم.
المبنى الجديد، أو المحدّث، سيتضمن مختبرات كمبيوتر وقاعات تدريب على الرماية، وغرف لدراسة سيناريوهات ساحة الجريمة ومكاتب.
بعد وضع الحجر الأساس للمشروع الجديد، أُقيم حفل كوكتيل طغت عليه أجواء إلفة وصداقة، فقدم السوسي، في حضور ضباط، درعاً إلى فيرجينيا رمضان، مديرة «مكتب مكافحة المخدرات وإنفاذ القانون الدولي في لبنان» التابع للسفارة الأميركية، وكانت فيرجينا قد تابعت تنفيذ برامج تدريب ومساعدات قدّمتها بلادها، عبر السفارة، إلى قوى الأمن. ردت رمضان بكلمة شكر ودمعت عيناها.


نقص في العديد بنحو 25 في المئة

يبلغ عدد أفراد قوى الأمن الداخلي حالياً نحو 22 ألفاً، إلّا أن المرسوم 1460 الصادر في 15 تموز 1991، وفي الملحق الثاني منه، يؤكد على أن المجموع العام لأفراد هذه المؤسسة يجب أن يبلغ 29495. على أن يكون توزيعه على الشكل التالي: 449 مؤهلاً أول و671 مؤهلاً و1150 معاوناً أول و2608 معاونين و4169 رقيباً أول و5294 رقيباً و5633 عريفاً و7803 دركيين (أو شرطيين)، وأن يكون مجموع الرتباء والأفراد 27777.
وكان وزير الداخلية زياد بارود قد تقدم بطلبات إلى مجلس الوزراء لتخصيص الميزانية اللازمة لزيادة عدد عناصر قوى الأمن الداخلي. ويُذكر أخيراً أن المجندين في قوى الأمن يخضعون لدورات لا تزيد مدتها عن ثلاثة أشهر، وهي غير كافية لاكتساب الكفاءة اللازمة.