البقاع الغربي ــ الأخبارسيطر الوجوم على وجوه أبناء بلدة القرعون البقاعية أمس. قُتل الشاب حمزة الخرفان، بعد إصابته برصاصتين. كان ذلك في ساحة البلدة، قبل أن يخيم الحزن على امتداد مساحة القرعون، استهجاناً للموت المفاجئ.
وفي تفاصيل الحادثة، فان تلاسناً بدأ عند الساعة السادسة من مساء أول من أمس، على خلفية شخصية، بين مجموعة من الشبّان، أمام أحد محال الإنترنت. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تحوّل إلى صدام، في أوقات مختلفة وفي المكان نفسه، إلى ما يشبه الكرّ والفر بين طرفي النزاع. صارت ساحة بلدة القرعون مسرحاً لقتال الشوارع. تناقل أهل البلدة شائعات مفادها أن العراك أخذ شكلاً سياسياً. هكذا، كما للسياسة «قرص في كل عرس» دخلت على الخط في حادثة أول من أمس. بيد أن ما حدث لم يكن عرساً على الإطلاق. وفي الثانية عشرة والربع بعد منتصف الليل، وصل النزاع إلى الذروة. قال شهود عيان: «حضر إلى مكان الحادث باص لونه أبيض. ترجّل منه شخصان يحملان رشاشين، وحالما وطئت أقدامهما الأرض حتى بدآ بإطلاق النار عشوائياً ما أدى إلى سقوط حمزة قتيلا». فارق الحياة ظلماً، ونُقل إلى مستشفى حامد في جب جنين، كما جرح الشاب هشام ح. بطلق ناري في رأسه، بينما كان موجوداً في منزله.
وحضرت قوة عسكرية من الجيش اللبناني، بعد إطلاق النار، وفرضت طوقاً أمنياً على مداخل البلدة، وفي الساحة نفسها التي شهدت الموت، كما حضرت عناصر من الشرطة القضائية والأمن الداخلي وفتحت تحقيقاً في الحادثة. وأشار مسؤول أمني لـ«الأخبار»، إلى أن هوية الفاعلَين أصبحت واضحة للقوى الأمنية، وهما من أبناء البلدة، مستبعداً أن يكون الحادث له أي ذيول سياسية أو حزبية، ومتوقعاً أن ينتهي عند هذا الحد، تمهيداً لأن تأخذ العدالة مجراها.
وفيما علق النائب في تيار المستقبل زياد القادري على الموضوع، مطالباً بترك سلطة القانون تأخذ مجراها، «ورفع الغطاء السياسي عن القتلة، وعدم قتل القتيل والسير في جنازته»، أكد المسؤول الأمني، أنه أثناء التحقيق، تبيّن أن القتيل والجريح كليهما، لا علاقة لهما بالإشكال على الإطلاق، ولا ينتميان إلى أي من التيارات الحزبية. سقطا ضحيتين فقط.