لو وفروا شرطي سير لكانت القصة أخذت نصف ساعة
أربع، وأنت لا يمكنك لا التقدم ولا التراجع، وكأن قدراً كتب عليك بأن تحترق كلحم الشواء أنت وعائلتك تحت شمس تموز. يقول أبو علي ياغي إنه «لو أرسلوا على الأقل شرطياً لينظم السير، لكانت القصة بالكثير أخذت نصف ساعة، ولكن لا أحد يتحرك ما خلا بعض المتطوعين الذين حاولوا حل المشكل». في الانتظار، يتطاير صراخ وسباب يتبادله أصحاب السيارات العالقة «أنت الحق عليك! شو ما بتعرف تسوق؟ قرب شوي بتمرق، شو معك هامر؟». وقد تصل المناكفات إلى الاشتباك بالأيادي وتدخل الخيرين، أما المسببون للمشكلة، أي أصحاب السيارات المركونة كيفما اتفق، فيكملون نزهتهم «ولا على بالهم بال، رقص وأكل وما حدا فارقة معو». كما تقول رندة غندور الغاضبة التي «لعنت الساعة التي قررت فيها الذهاب وعائلتي إلى البحر، وخصوصاً أن معي أطفالاً وصار عندهم حرارة من شدة الحر».راوية حرب مغتربة في ألمانيا علقت هي الأخرى «حتى الأولاد سألوا أين شرطي السير؟». وتضيف «لست أدري إن كانت هذه المنطقة تابعة للأراضي اللبنانية، لأن الذي أمامي يثبت أنها منطقة حدودية مختلف عليها من أكثر من دولة، والكل يئس من الاهتمام بها ورعايتها»، وتؤكد راوية «ايه شو عنا دولة بلبنان والله جينا بالصيف وحلفنا عارجعة السنة الجاي لولا ان اشتياقنا للأهل هو الذي يدفعنا للقدوم مجدداً».
الظاهرة ليست وليدة اليوم، فالطريق تشهد ما تشهده منذ حوالى 4 سنوات. يسأل محمد الشرقاوي «عن دور الدولة بمراقبة هذه الاستراحات ودورها في تنظيم أمور الناس». أما أبو علي مطر فـ«مريح راسي، يعني بمرق عن طريق الزهراني إذا نويت عالبحر، علماً بأن الأوتوستراد باتجاه صور مغلق منذ شهرين، لكني أتدبر أمري».