strong>إطلاق الأعيرة النارية ابتهاجاً بكلام زعيم سياسي ممارسة يقوم بها «شبان متحمسون»، وقد اعتادها اللبنانيون رغم مخاطرها والضحايا الذين سقطوا بهذا الرصاص. في الأيام الأخيرة أطلق البعض الرصاص احتفالاً بناجحين في الشهادة الرسميةأمس تنفّس اللبنانيون الصعداء... فقد انتهى موسم إعلان نتائج الدورة الأولى من الامتحانات الرسمية للشهادتين المتوسطة والثانوية. سبب الارتياح يعود إلى أنهم لن يضطروا إلى الاختباء في منازلهم لحماية أنفسهم من فرحة بعض الناجحين وذويهم.
على امتداد فترة إعلان النتائج دوّت أصوات المفرقعات، وإذا كان الأمر مبرراً بفرحة النجاح، فكيف نفسّر لجوء البعض إلى التعبير عن الفرحة بإطلاق الأعيرة النارية؟
المشهد تكرّر في غير منطقة، في العاصمة والمدن والبلدات الأخرى، ويمكن التنبّه إلى امتداده من خلال متابعة وقراءة تقارير أمنية صدرت في الأيام الأخيرة. وهنا يُشار إلى أن ثمة احتمالاً بألّا تسجّل التقارير الأمنية جميع المخالفات التي وقعت في هذا الإطار.
الأصوات التي سمعت في بيروت وبعض ضواحيها هل كانت جميعها ناتجة من إطلاق مفرقعات نارية؟ هذا ما يبدو من خلال قراءة التقارير الأمنية. في الأيام الأربعة الأخيرة، والتي تورد أخباراً عن نحو 19 عملية «إطلاق نار ابتهاجاً» بصدور نتائج الامتحانات الرسمية، واللافت أيضاً أن ثمة عدداً كبيراً من الأخبار المتعلقة بإطلاق النار لأسباب مجهولة، قد يكون بعضها احتفالاً بالنجاح في شهادة رسمية. في حارة الناعمة، في مخيم البرج، في حي السلم، في جزين، في القاع، في الشيخ زناد، في دير عمار، في الحوشب أو بخعون أو غيرها من البلدات سجّلت مخالفات إطلاق النار فيها.
في عدد من المناطق، يروي شهود كيف يخرج محتفلون من منازلهم، يقفون على البلكون أو عند الطرقات العامة، يرفعون أسلحتهم، مسدسات نارية في الأغلب، ويطلقون الأعيرة في الهواء، دون أن يتنبّهوا إلى خطورتها، أو إلى إمكان إصابة جار، أو أي إنسان «في مرمى الطلقات».
يتحدث شهود آخرون عن «نُزَه» لم يستمتعوا بها، فقد أفسدها صوت الرصاص، البعض اعتقد أن خلافات تقع بين منتمين إلى أطراف سياسيين، آخرون فضّلوا عدم الخروج من المنزل تحسباً لأي رصاصة طائشة.
وقد اشتكى مواطنون كثيرون من تقصير الأجهزة المعنية بضبط هؤلاء «المحتفلين»، ما كان سيؤدي إلى تخفيف مخاوف البعض. ولكن لا بد من جهة أخرى من الإشارة، إلى أن نسبة كبيرة من اللبنانيين، اعتادت هذا الأمر ولم تعد تهتم بمخاطر «الابتهاجات النارية».
كأنه طقس اجتماعي، هذا ما يمكن قوله لدى متابعة ما حدث، والمستغرب أن هذا النوع من الاحتفال يجري فيما ترتفع نسبةالناجحين في مختلف الشهادات.
وإذ يتحفظ هؤلاء المبتهجون عن الحديث عن أسباب إطلاق النار للاحتفال، فإنه تجدر الإشارة إلى أنهم يعرفون أنهم يقلقون راحة الغير، وبعضهم يدرك أنه لا يجوز استعمال سلاح للابتهاج.
ونذكر أن القانون يحمي المواطن من كل فعل يهدد راحته، إذ تنص المادة 758 من قانون العقوبات على أنه يعاقب بالحبس حتى ثلاثة أشهر على الأكثر وبغرامة من أربعين ألف ليرة لبنانية إلى أربعمئة ألف، أو بإحدى هاتين العقوبتين «من أحدث ضوضاءً أو لغطاً على صورة تسلب راحة الأهلين، وهكذا من حرّض على هذا العمل أو اشترك فيه».
من جهة ثانية، أصدرت وزارة الداخلية تعميمات منذ شهر آب 2008، وزّعتها على قطع قوى الأمن الداخلي «للتشدّد في منع الألعاب النارية والمفرقعات ومباشرة التحقّق من الوضع القانوني لشركات بيع هذه الألعاب والاستيراد، مع تنبيه الوحدات إلى وجوب قمع أي ظاهرة من هذا النوع على الطرقات العامة». وأبرز هذه التعميمات التعميم الرقم 112.
(الأخبار)

في البقاع: ترحيب وغضبأكد مسؤول أمني في البقاع لـ«الأخبار» أن ثمة «متابعة جدية لمطلقي النار في المناسبات على اختلافها، بواسطة دوريات أمنية منتشرة في غالبية قرى البقاع وبلداته».