أوقف ربيع (اسم مستعار) سيارته أمام مطعم في بيروت. وهي من نوع «تويوتا برادو ـــــ لاند كروزر» (موديل 1998)، بعد بضعة أيام تلقّى اتصالاً من سمير (اسم مستعار) يعلمه فيه بأن السيارة المسروقة في حوزته، وأنه يمكنه استعادتها مقابل مبلغ 6 آلاف دولار، واللافت أن الاتصال أُجري من خلال رقم غير لبناني (اتصال دولي). بعد يومين عاود سمير الاتصال بربيع، مستخدماً رقماً جديداً هذه المرة، وهو رقم يدل على أن المتصل على الأراضي اللبنانية، وحدد سمير مكاناً للقاء ربيع، محذّراً إياه من إبلاغ الأجهزة الأمنية، وبالطبع فقد أرفق هذا التحذير بمجموعة من التهديدات.توجه ربيع إلى الموعد بصحبة ابنه، وقبل الوصول إلى النقطة المحددة التقى رجلين ملثّمين، كان أحدهما يحمل بندقية كلاشنيكوف، أخذا منه مبلغ 3 آلاف دولار، ضرباه دون أن يعيدا إليه السيارة المسروقة. في اليوم التالي تلقى ربيع اتصالاً جديداً من سمير الذي طلب منه هذه المرة 5 آلاف دولار. حاول ربيع التوسط عند من يعتقد أنهم يدركون أين تخبّأ السيارات المسروقة، لعلّهم يصلون إلى السارقين ويسألونهم خفض المبلغ المطلوب، ولكن تحركاته كانت غير ذات جدوى.
ولدى توجه ربيع وابنه إلى المكان الذي حدّده سمير، أوقفه ملثّمان، هدّداه بسلاح يحمله أحدهما وأخذا الخمسة آلاف دولار.
لم يكن ربيع يدرك أن «ضحية أخرى»، هي مروان (اسم مستعار) ستساعد الأجهزة الأمنية على التوصل إلى السارق، فسمير اتصل بمروان مستخدماً الأرقام الخلوية التي استخدمها للتواصل مع ربيع.
نفى سمير التهم الموجهة إليه خلال التحقيقات بسرقة سيارة ربيع، لكنه اعترف بإقدامه على سرقة سيارات أخرى، منها سيارة مروان. وتبيّن خلال التحقيقات أن سمير كان موقوفاً في سجن رومية بجناية سرقة سيارات ومطالبة أصحابها بمبالغ مالية لإعادتها.
قضت محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضية هيلانة إسكندر والمستشارين وليد القاضي وهاني عبد المنعم حجار بمحاكمة ربيع بمقتضى الجنايتين المنصوص عنهما في المادتين 638 و639/ 640 عقوبات وبمقتضى الجنحة المنصوص عنها في المادة 72 من قانون الأسلحة والذخائر المعدّل، وأنزلت به عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة.
(الأخبار)