إهدن ــ فريد بو فرنسيسالتخوّف الذي أبداه مؤسس محمية حرج إهدن الطبيعية طوني سعادة من استفحال وتكاثر لحشرة الأرز المنشارية «السيفاليسا» داخل محمية حرج إهدن الطبيعية، كان فيه قدر من المبالغة، لكنّ الموقف الذي أعلنته لجنة المحمية أن لا خطر على المحمية والأرز، استناداً إلى تقرير الخبير الدكتور نبيل نمر، كان فيه هو الآخر قدر من العجلة في الاستنتاج. فالحشرة التي سبق أن ضربت غابة أرز تنورين، لن يستعصي عليها أرز إهدن، وخصوصاً أن التغيّر المناخي وارتفاع درجة الحرارة لم يستثنيا المناطق الجبلية اللبنانية. وكانت دراسة قامت بها الجامعة الأميركية في بيروت قد توصلت إلى أن حشرة «السيفاليسا» التي تضرب أرز لبنان ناتجة من التغيّر المناخي وارتفاع حرارة الصيف لفترة تبدأ من الربيع حتى منتصف الخريف. وكان سعادة قد أعلن أن «هناك أكثر من 100 ألف شجرة أرز مهددة باليباس إذا لم نتحرك سريعاً، وأن الحشرة لم تعد تحت السيطرة، ما يشير إلى انتشارها في المحمية انتشاراً سريعاً ومخيفاً بدليل كثافة اليباس الذي يطال أشجار الأرز، والذي ازداد عن السنة الماضية ازدياداً مخيفاً. هذا الأمر يستدعي وضع خطة سريعة لمعالجتها بالطريقة نفسها التي جرت في أرز تنورين، بالتعاون مع وزارة البيئة ومشروع الأمم المتحدة للبيئة UNEP والمرفق العالمي للبيئة GEF.
هذا الكلام نفاه نمر الذي أعلن أنه «حتى مطلع عام 2009 لم يُتأكد من وجود الحشرة في المحمية، وأن وجود بعض اليباس مصدره أوّلاً كثافة الأشجار التي تسبّب يباساً طبيعياً لبعض الأغصان التي لا يصلها النور، أما السبب الثاني فقد يكون مصدره هذه الحشرة، لكنّ الإصابة تعود إلى ما قبل عام 2006». ويضيف نمر «منذ عام 2006 وحرج إهدن يخضع لمراقبة مستمرة، وبعد ذوبان الثلوج استطعنا أن نرصد يرقة واحدة للحشرة المنشارية، وهذا لا يمثّل أي ضرر بالمعنى الفعلي. من هنا أنا أجزم بأنه من اليوم حتى 5 سنوات مقبلة لا يمكن هذه الحشرة أن تتكاثر هنا».
المن جهتها، أشارت مديرة فريق العمل في محمية حرج إهدن، المهندسة ساندرا كوسا سابا، إلى «أن تأثير الزوار على المحمية قليل جداً، لأن هناك ممرات محددة للزوار داخل الحرج».