إنه موسم السياحة، الذي تضجّ فيه الأراضي اللبنانية بالزائرين، وتضجّ فيه خزينة الدولة بالعائدات. لكن في الإطار نفسه، تستعد القوى الأمنية لمضاعفة عملها، خشية تحوّل السياح إلى طرائد ترغب العصابات في افتراسها، وتستسهل سلبها. حتى الآن، أعلنت القوى الأمنية أن وضع السياحة مطمئنأحمد محسن
لم تتأخر القوى الأمنية في طمأنة السيّاح. الوضع آمن، ومعدلات الجريمة في انخفاض. قارنوا أرقام الحوادث الجنائية بمثيلاتها في العام الماضي. بل أكثر من ذلك، فإن شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي وزعت نهاية الأسبوع المنصرم إحصاءات مفصّلة عن مجموع الحوادث الأمنية في شهر السياحة اللاهب. أظهرت الأرقام تراجعاً في معدلات الجريمة، وفقاً لتحليلات المؤسسة الأمنية الرسمية. لكن تبعاً للإحصاءات ذاتها، فإن ستّ سيارات تعرضت للسلب حتى الآن منذ بداية الشهر الحالي، مقابل خمس في الوقت نفسه من العام الفائت، فيما تدنى صافي عدد السيارات المسروقة إلى 19 سيارة عن العام الفائت. ما زال السلب بقوة السلاح يمثّل الطريقة الأخطر، والهاجس الذي قد يخيف السيّاح، رغم أن المعدل العام ليس مخيفاً بالفعل. تتراكم الأحداث وحسب، وكما هي الحال في الإحصاءات، تأخذ أحداث العام الفائت مساحةً من ذاكرة هؤلاء السيّاح. في أواخر العام الفائت، وفي الموسم السياحي «الشتوي» ـــــ إذا جاز التعبير ـــــ ادّعى المواطن عفيف س. الذي يعمل سائقاً لدى خالد ع. (سعودي الجنسية)، أنه تعرض لعملية سلب فجر أمس الجمعة، عندما كان يقود سيارة من نوع رانج روفر 2006 وتحمل لوحة سعودية، أثناء مروره على طريق المطار، واتهم أربعة مسلحين يستقلون سيارة يابانية الصنع (مجهولة باقي المواصفات) باعتراض طريقه، وشهروا مسدسات حربية بوجهه، ليجبروه على الترجل من السيارة. وادّعى عفيف أنه اضطر لترك محركها شغالاً، وإعطائهم أمواله وهاتفه الخلوي، قبل أن يستقل أحد المسلحين السيارة المسلوبة، ويقودها في اتجاه طريق المطار المعاكسة ويختفوا عن أنظار المدّعي.
لكن السيّاح ليسوا هدفاً دائماً. يسبقهم صيتهم إلى العصابات، وفي بعض الأحيان، بدلاً من أن يصبحوا هم الضحايا، يصبح «صيتهم» وسيلةً لمخالفة القانون. وفي هذا الإطار، تسجّل التقارير الأمنية، منذ فترة بعيدة، سلسلة من عمليات السلب التي يرتكبها بعض اللبنانيين، مستعملين لوحات سيارات خليجية. يتعدى الأمر ذلك، إذ يستعملون اللوحات المذكورة لتجنب الوقوع في قفص الشبهات. قبل ما يقارب شهرين، أوقف أحد الدراجين في فصيلة أنطلياس المواطنين مارسيل ل. (22 عاماً) وزيد هـ. (20 عاماً)، لأنه ضبط بحوزتهما كمية من المخدرات. المهم في الموضوع أنه اشتبه فيهما لأن سيارتهما الرباعية الدفع لم تكن تحمل لوحة تسجيل، فيما كانت اللوحة الخلفية سعودية، إذ يبدو أنهما استعملاها عمداً. كذلك أوردت تقارير أمنية أنهما حاولا رشوة الدراج كي يتغاضى عنهما. تكثر هذه الحالات، ويتحدث عدد من أبناء البقاع عن استعمال مفرط للوحات «الخليجية» في المنطقة لسبب من اثنين: إما «التشبيح»، وإما الهروب من عيون رجال الأمن.
وفي الحديث عن رجال الأمن، برزت حادثتان لافتتان خلال العام الحالي، استطاعت فيهما القوى الأمنية استعادة سيارتين مسلوبتين بعد يومٍ واحد على اختفائهما. أشار ذلك بوضوح إلى أن القوى الأمنية قادرة على العمل إذا توافرت لها الظروف المناسبة، وإذا كان هناك قرار جدي بذلك. أولى هذه الحالات كانت في أوائل شباط المنصرم، حين سُلبت سيارة أحد النواب الأردنيين من البقاع، وآخرها كانت في أوائل تموز الحالي، حين سُلبت سيارة حاكم دبي على طريق صوفر. كانت الحادثتان لافتتين، لأن المسلوبَين شخصان «دبلوماسيان». وفعلاً، استعيدت السيارتان في اليوم التالي!


تدابير أمنية خاصة
أقر مجلس الأمن المركزي برئاسة وزير الداخلية والبلديات، المحامي زياد بارود (الصورة)، في اجتماعه بتاريخ 7 تموز 2009، خطةً أمنية سرية التفاصيل، تهدف إلى ضمان الاستقرار خلال الموسم السياحي لسنة 2009. وفي سياق منفصل، أقرّ المجلس تدابير تتولاها قوى الأمن الداخلي لتعزيز إجراءات السير في كل المناطق اللبنانية، ولا سيما على الطرق الدولية والساحلية التي تشهد زحمة خانقة، بسبب ارتفاع عدد الوافدين إلى لبنان في صورة لافتة. وفي سياق متصل، اتخذت تدابير أخرى في محيط مطار رفيق الحريري الدولي لمعالجة زحمة السير، كذلك اتخذت وزارة السياحة إجراءات مماثلة، حيث أعلنت أن قسم الشرطة السياحية ومفتشي الرقابة يتلقون الشكاوى والملاحظات على الخط الساخن 1735.