شهدت المناطق اللبنانية سلسلة من الحوادث الأمنية أمس، امتدت من الشمال (جبل محسن)، ووصلت إلى الجنوب (صور)، كذلك قُتل أحد المطلوبين برصاص الجيششهد أمس عدداً من الحوادث الأمنية في أكثر من منطقة. حوادث مختلفة الأسباب ومتباعدة بعضها عن بعض جغرافياً. حمل بعضها طابعاً سياسياً، فيما كان بعضها الآخر أمنياً تماماً. فقد تسبّبت الخلافات السياسية الروتينية في الشمال، يإطلاق 6 قذائف «إنيرغا» باتجاه منطقة جبل محسن في طرابلس، في تطور أمني، يمكن اعتباره الأبرز منذ أن أرست المصالحة التي أقرت في أيلول الماضي نوعاً من الهدنة، برعاية الجيش اللبناني بين منطقة جبل محسن وجوارها في التبانة والقبة والمنكوبين. إلا أن القذائف تشير إلى «هشاشة» الهدنة، فقد سقطت 4 منها قرابة منتصف الليل في ساحة «الأميركان» وجوارها وسط جبل محسن، فيما سقطت القذيفتان الباقيتان في حارة السيدة وشارع سوريا الفاصل بين جبل محسن والتبانة، من دون أن يسجّل وقوع ضحايا.
أثارت أصوات الانفجارات هلعاً في أوساط الأهالي، وخوفاً من تدهور الوضع الأمني، قبل أن يتدارك الجيش اللبناني الأمر، ويكثّف إجراءاته الأمنية، لضبط الأمور وعدم خروجها عن السيطرة. وفي السياق نفسه، أفاد مسؤول أمني في المنطقة، أن المعلومات التي كشفتها التحريات الأولية عن الحادث، أوضحت أن شخصين تربطهما علاقة بـ«تنظيم أصولي» يتخذ من مخيم عين الحلوة مقراً له، عمدا بناءً على توجيهات مسؤولي التنظيم إلى افتعال حوادث في المنطقة المذكورة، «باعتبارها أرضاً خصبة لقيام حوادث كهذه». وأشار المسؤول إلى أن «هدف من ألقوا القنابل كان إلهاء الجيش اللبناني وجرّه إلى معركة جانبية، تغطي على محاولة التنظيم إخراج أشخاص ينتمون إليه ومطلوبين للسلطات اللبنانية من المخيم، بعدما جرى تضييق الخناق عليهم داخله».
حادث أمني آخر بدأ في منطقة حريصا ـــــ جبل لبنان، وانتهى في الشمال أيضاً (في منطقة المدفون تحديداً)، حيث قُتل أحد
أكد مسؤول أمني أن قذائف الشمال «ألقاها أصوليون للتمويه»

الأشخاص، وجرح آخر، بحسب ما أعلنت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني، التي أكدت في بيان لها أمس، «ليل أول من أمس أقدم ثلاثة أشخاص على إطلاق النار في الهواء من داخل إحدى مقطورات تلفريك حريصا، وقد تدخلت دورية من الجيش وطاردتهم إلى أن تمكنت وحدة عسكرية من توقيفهم عند حاجز المدفون، مع شخص رابع كان يقود السيارة التي كانت تقلهم، إلا أن أحدهم شهر مسدسه وأطلق النار على أحد العسكريين وأصابه بيده، وحاول الفرار مما حدا بعناصر الحاجز إلى الرد عليه بالمثل، وإلى قتله على الفور. أوقف الجميع مع المضبوطات، وسلّموا إلى الشرطة العسكرية للتحقيق». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أمني فلسطيني، أن القتيل كان يحمل أوراقاً ثبوتية فلسطينية مسروقة. وأضاف المسؤول للوكالة، أن القتيل كان يحمل وثيقة فلسطينية باسم ع.م.ح. (27 عاماً) وهو من أهالي مخيم نهر البارد، ويعمل ممرضاً، وكان قد أبلغ أخيراً عن سرقة وثيقته الشخصية. كما نقلت الوكالة نفسها عن مسؤول أمني لبناني أن الموقوفين الثلاثة يحملون وثائق تبيّن أن أحدهم فلسطيني والثاني سوري والثالث لبناني، من دون أن يوضح ما إذا كانت هذه الوثائق رسمية أم مزوّرة.
جنوباً، وفي مدينة صور تحديداً، سمع ليلاً دوّي انفجار في منطقة البساتين عند أطراف المدينة. لم تتوصل القوى الأمنية إلى العثور على آثار للحادث في البساتين، وبالتالي معرفة مسبّبات الانفجار أو موقعه بدقة، كما حصل في المرات السابقة، إذ سبقت ذلك 4 حوادث مشابهة في الأشهر الأخيرة وفي المنطقة نفسها. وفي سياق منفصل، أشار متابعون في المنطقة، إلى أن هذه الأصوات التي يسمعها الأهالي، ناتجة من عمليات الهدم التي تنفّذها عشرات الجرافات في مبانٍ مهجورة، يعود بناؤها إلى أكثر من 15 عاماً، إذ تتراءى للمارة على الطريق الرئيسية عند المدخل الغربي لمدينة صور بين منطقتي البص وجل البحر، سحب كثيفة من الغبار.
(الأخبار)