فوجئت بعض تلميذات ثانوية السيدة للراهبات الأنطونيات في النبطية بعلاماتهن المنخفضة في بعض المواد إثر صدور نتائج الامتحانات الرسمية، وخصوصاً أنّهن من الأوائل في مدرستهن، فأرسلن كتاب مظلومية إلى وزارة التربية اعترضن فيه على ما ورد من أخطاء في نقل العلامات من المسابقاتالنبطية ـــ كامل جابر
«بعد نتائج كأنّها من اختراع «والت ديزني»، توجه بعضنا إلى الدوائر المختصة ليتحققن من علاماتهن، فإذا بالظنون تصدق، وتتبين الأخطاء في نقل العلامات على الإنترنت وفي لاعقلانية وضعها. لكنّ التصحيح رفض تماماً، لأنّ هذه النتائج مقدسة نازلة مع نور الشمس، كظل الله على الأرض، لذلك جلسنا نخطّ هذا الكتاب إيماناً منّا بأن الكلمة أمضى من السيف». بهذه العبارات استهلت التلميذات الناجحات في شهادة البكالوريا، قسم العلوم العامة: إكرام شاعر، سارة حوماني، سلوى قبيسي وميرا زرقط من ثانوية السيدة للراهبات الأنطونيات في النبطية، كتاب «مظلوميتهن». ويتمحور هذا الكتاب حول العلامات التي منحت لهن على بعض المواد العلمية والأدبية، وهنّ من الأوائل في ثانويتهن. وتحمّل الفتيات المسؤولية لوزارة التربية والتعليم العالي والمصححين. «زيدوا القروش التي تدفعونها للمصححين كي لا تنهزم ضمائرهم أمام مطرقة المادة، لتكون فضيلة الفرد ومعرفته أساساً لرقي المجتمع الذي بنته العهود المتلاحقة والطبقة السياسية التي لا تصلح حتى للعصر البرونزي»، كما جاء في بيانهن.
تقول إكرام شاعر: «كفاهم تبجحاً بنظام «الباركود» الذي أثبت فشله الذريع في خطوة غير مدروسة». وتضيف أنّه يجب إثارة قضية تحديث النظام التربوي وتحسين الجانب العلمي والمعرفي المتخصص لدى الكادرات.
وتسأل إكرام مع زميلاتها في كتابهن: «لماذا يخدعوننا بصندوق الشكاوى، وهو أشبه ما يكون بجيوب السراويل الذاهبة إلى الغسل، أو كأن نكون الرقم الألف في طابور اسمه «املأوا كفي بقطرة ماء لأرتوي»؟ مع تهديدات للمعترضين بعدم إعطائهم شهادات مصدقة من وزارتهم المبجلة؟ خاب أملنا بمؤسسات الدولة في أول تعامل لنا معها، ولا نريد أن نختار الأفضل من بين الذين يهرقون أتعابنا ويجعلون مستقبلنا حفرة مفروشة بالعشب الأخضر وممهورة بالقلق».
وتختم الفتيات بيانهن بـ«خطوتكم الدونكيشوتية لا تنتظم في إيقاع مستقبلنا وتقويم كفاءاتنا، لن تكون معركتكم مع طواحين الهواء؛ أعيدوا التصحيح، فهذا حقنا، وهذا حق ضمائركم عليكم ونحن لن نطلب الرحمة من ظالم».
وتقول سلوى إنّها أجرت أكثر من اتصال بمكتب وزيرة التربية بهية الحريري لتعرض أمامها قضيتها وتريها هي وصديقاتها علاماتهنّ المتفوقة طوال العام الدراسي، لكن «حتى اليوم لم نتلقّ أي رد من مكتبها، كأننا لم نتصل».
أما زميلتها سارة فتتحدث عن هوة في العلامات بين مصحح وآخر، وتساءلت: «هل يعقل أن يصل الفرق إلى أكثر من عشر علامات أحياناً؟ هذا ما عرفناه من بعض الأساتذة الذين شاركوا في التصحيح».
وتطلب إكرام شرحاً لما حصل في تصحيح مسابقات العلوم العامة، إذ انتهى التصحيح في خمسة أيام، ثم كان التأجيل في إعلان النتائج «غير مبرر وغير طبيعي، وإذا بأخطاء فادحة بين العلامات على المسابقات ونقلها على الكومبيوتر».
إذ أتت العلامة الأولى على مادة الجغرافيا للتلميذة حوراء سلامة، الأولى «علوم عامة» في الجنوب، والثانية في لبنان، 8/30 ما أثار قلق إدارة مدرستها، ثانوية السيدة للراهبات الأنطونيات في النبطية، لكون التلميذة هي الأولى دائماً ولم يسبق لها أن حصلت على علامة كهذه، فانتدبت أحد الأساتذة للمراجعة والتدقيق، فتبين أنّ العلامة الموضوعة على المسابقة 28/30، لا كما نُقلت إلى الكومبيوتر، فاضطرت لجنة الامتحانات إلى التصحيح.


المعترضات من التلامذة الأوائل
تؤكد رئيسة ثانوية السيدة للراهبات الأنطونيات في النبطية الأم لوسي عاقلة (الصورة) أنّ التلميذات اللواتي يعترضن على نتائج الامتحانات والعلامات، هن من المتفوقين باستمرار وكنّ يحصدن المراتب الأولى بين زملائهم. تضيف أنّهنّ بعد الامتحانات جلسن مع أساتذتهن وناقشن أسئلة المسابقات والأجوبة، وفي ضوئها توقعن أن تكون علاماتهن ممتازة، وأن يكنّ في المراتب المتقدمة. وتروي أنّ التلميذات أتين مع ذويهن في أعقاب صدور النتائج، «وطلبن إلينا التدخل لمقابلة المسؤولين في وزارة التربية». وتضيف: «نحن في الإدارة لا تعليق لنا على أي شيء، إن جلّ ما نتمناه هو التوفيق لتلامذتنا في مستقبلهم الجامعي، وخصوصاً أنهم تقدموا إلى جامعات رسمية وخاصة، وقُبلوا في اختصاصات مهمة».