ريتا بولس شهوانترمقه بطرف حور العين، تستميله بحركة دائرية من كاحلها الرقيق. يدقق، يتمعن بالمنطقة الممتدة بين العنق والأرداف، وبقبل لطيفة تنطلق من الخصر وتستقر في أذن تهوى نكات النشوة.
لحظات وتنحسر الأنفاس، أغنية ونوتات شغوفة عبرت إلى الغرفة المجاورة. تحوّل الجدار الفاصل إلى مخبرٍ سرّب أسرار زواج اللحم باللحم. «يا حسام، فهمنا إنّك مبسوط، وطّيلي صوتك... ولو!»، يستنكر الصديق في الغرفة المجاورة. بين الغرفة الأولى والثانية في «موتيل» النجوم انفجار رغبة مستترة، تطبيق التخيلات الجنسية لشباب يكبحون حقوقهم الجنسية، في مجتمع يرفض الاعتراف برغباتهم. صهيل لا ينطفئ. تأوّهات تنخفض ولا تصمت، كل هذا بأربعين ألف ليرة لبنانية لليلة الواحدة. كلفة مقبولة للشباب، فهذه الخدمة متوافرة من دون حجز، أو رقابة، ولا حتى عين شرطة الآداب التي تلاحق العاشقين في محطات العشق. من الصعب أن يفصح الشباب عن تفاصيل حرمة الغرفة. بالرغم من المغامرة الجنسية، يبقى شرف الصديقة أهم من كلّ شيء.
هكذا ثار الشباب اللبنانيون ويثورون على تقاليد ستنتهي، تماماً مثلما قضت قبلةٌ لطيفة على خجل فتاة. فئة كبيرة من رواد الموتيلات، يأبون الإفصاح عن اسم «الموتيل» الذي تحوّل إلى «قفص الحب» للعديد منهم، حمّلوه ذكرياتهم، أحاديثهم الحميمة، وجنون الصبا. والإجهار بتفاصيل كالعنوان والاسم، يعرّض «الحلم الوردي» للخطر، ومن الصعب التأقلم مع «موتيل» جديد تماماً مثل صعوبة التأقلم مع منزل جديد.