منهال الأمينفي إجراء وقائي للحد من انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير، اتخذ وزراء الصحة العرب بعد اجتماع عقدوه في القاهرة قراراً بخفض عديد الحجاج إلى مكة المكرمة هذا العام. يأتي هذا القرار بعد قرار آخر مماثل اتخذته المملكة العربية السعودية قبل أن يتسع نطاق التخوّف من انتشار المرض المعدي، ولأسباب أخرى يتعلق بعضها بأعمال التوسعة داخل الحرم المكي ومحيطه، كما أفاد بعض أصحاب حملات الحج.
فيما حُددت «الكوتا» بألف حاج لكل مليون شخص، انحصرت حصة لبنان بخمسة آلاف حاج، موزعين على الطوائف على الشكل الآتي: 2000 للسنة، 2000 للشيعة و1000 أو 1500 للاجئين الفلسطينيين. لكن هذا الرقم يبقى، بحسب أصحاب الحملات، افتراضياً، لكونه معرّضاً للارتفاع بفعل التدخلات السياسية.
يتوقع مدير هيئة شؤون الحج بالوكالة في لبنان إبراهيم عيتاني ألا يكون هناك هامش تحرّك لزيادة الكوتا، لأن السلطات السعودية أوعزت هذا العام إلى الدول المعنية ضرورة التزام العدد المحدد لها، تجنباً لمواجهة أزمة سكن في مكة. ثم جاء موضوع الأنفلونزا ليدعم هذا التوجه لدى المملكة التي فرضت قيوداً على المشاركة في الحج والعمرة، طالت أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن والحوامل والأطفال دون الثانية عشرة.
أما أصحاب حملات الحج فتحدثوا عن خسائر لحقت بهم نتيجة هذه القيود. وفي هذا الإطار، يقول أسد مشيمش، صاحب حملة الخليل: «عانينا في البداية إرباكاً بسبب ربط الفيزا بطُعم الأنفلونزا البشرية قبل أن يتدخل وزير الصحة الدكتور محمد جواد خليفة لحل هذه المشكلة». ويوضح أنّ «الحملة اضطرت أيضاً لعدم وضع أكثر من 30 معتمراً في الباص الواحد الذي يتسع لنحو 45 شخصاً منعاً للاكتظاظ. كما ستعمد إلى نقل 35 راكباً بالطائرة، ما سيرتب عليها أعباءً إضافية». وبينما كان عدد المعتمرين يبلغ 300 شخص في كل عام، لم يصل العدد هذا العام إلى أكثر من 100 معتمر، على حد قول مشيمش. أما عدد الحجاج المسجلين فلم يتعد 175 شخصاً في مقابل 350 شخصاً التحقوا بالحملة في العام الماضي، علماً بأنّه لم يبقَ من مهلة التسجيل سوى 20 يوماً تقريباً.
كذلك، أفاد محمد دقدوق، مدير وكالة السبيل، بأنّ العدد المسجّل لديه لهذا العام لم يتجاوز الألف، فيما وصل العام الماضي إلى 3150 شخصاً.
وعلى عكس الأجواء السائدة، توقع دقدوق مضاعفة حصة لبنان، معللاً ذلك بإمكانية امتناع بعض الدول عن إرسال الحجاج هذا العام كمصر مثلاً، ما يسمح بالتعويض لمصلحة دول أخرى. كما أنه لمس توجهاً لدى السلطات السعودية لجهة عدم منح تأشيرات دخول لبعض رعايا الدول التي ينتشر فيها الفيروس كثيراً. ويلفت دقدوق إلى أنها المرة الأولى التي يحدد فيها السعوديون حصة لبنان بهذه الدقة، معرباً عن اعتقاده أنّ الإقبال الضعيف سيجعل السعوديين يقبلون طلبات جميع المتقدمين اللبنانيين الذين قد يصل عددهم إلى 15 ألفاً في مقابل 32 ألفًا العام الماضي. وينفي أن تكون هناك مشكلة استيعاب في مكة. وكانت تسري شائعات منذ العام الماضي بين الحملات أن السلطات السعودية بصدد خفض العدد بشكل أو بآخر.


التعميم 116

منعاً لانتشار العدوى بفيروس الأنفلونزا الجديد، أصدر المدير العام لوزارة الصحة وليد عمار تعميماً حمل الرقم 116 طلب فيه من دور الحضانة والمخيمات والمدارس الصيفية عدم استقبال أي طفل تظهر عليه عوارض الحرارة، الرشح، السعال، الإسهال، الآلام في الحلق والرأس والعضلات. وشدد التعميم على مراقبة الموظفين في تلك الحضانات وإعطائهم فرصة مرضية إلزامية لمدة أسبوع ابتداءً من بداية ظهور عوارض الأنفلونزا عليهم. كما طالب بتطهير المسطحات والأشياء التي تلمسها الأيدي باستمرار وتوفير ما يلزم من وسائل النظافة، إضافة إلى الإشراف على وضع خزانات المياه، والتأكد من توافر المياه والصابون باستمرار.