نقولا أبو رجيليتعاني بعض طرقات البقاع أضراراً تنتجها «بخّاخات» ريّ المزروعات، إذ يُحدث دورانها برك مياه وسط إسفلت المسارب، بالإضافة إلى تراكم الوحول. هذا الواقع يسبّب انزلاق السيارات التي يقودها سائقوها بسرعة مفرطة، فتستقر في الخنادق المحاذية لهذه الطرقات. كذلك إن تساقط المياه على زجاج السيارات الأمامي، وخاصةً ليلاً، يفاجئ السائقين الذين يفقدون التوازن فيجنحون بالسيارات عن مسارها ويصطدمون بسيارات قريبة منهم.
هذه الحوادث أدت إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى، وقد سببت «البخّاخات» حادثاً وقع الخميس الماضي على الطريق المتفرعة من مدينة زحلة باتجاه بلدة بر الياس في محلة الفيضة، حيث تدهورت سيارة مرسيدس، فتوفي سائقها وأُصيبت والدته بجروح بالغة. وقد نفّذ أبناء المحلة اعتصاماً وقطعوا الطريق فور شيوع خبر الوفاة، فتدخّلت القوى الأمنية لتفريق المتظاهرين وفتح الطريق أمام المارة.
يُحدث دوران البخّاخ برك مياه وسط إسفلت المسارب، بالإضافة ألى تراكم الوحول
وقال مسؤول أمني لـ«الأخبار» إن أهل الضحية تقدموا بشكوى رسمية لمقاضاة صاحب الأرض (حيث وقع الحادث)، موضحاً أنها المرة الأولى التي يدّعي فيها المتضررون على مسببي هذه الحوادث.
«من أجل بضعة أمتار من الأرض يعرّضون حياة الناس للخطر»، هذا ما أجمع عليه معظم السائقين والمواطنين الذين التقتهم «الأخبار» في مناطق متعددة من البقاع، وقد تحدثوا عن الأضرار الجسدية والمادية التي تحدثها بخّاخات الريّ، ورأى البعض أن ذلك عائد إلى «جشع أصحابها وإهمالهم»، إذ من المفترض أن يضع صاحب الأرض البخّاخ في مكان يبعد عشرة أمتار عن أي طريق، لكن يبدو أن هذا الإجراء ليس مُتَّبعاً من كل المزارعين، ما يؤدي إلى تناثر المياه على الطرقات العامة التي تسلكها السيارات، ولا يتنبه سائقوها إلى وجود برك من المياه إلّا عند الاقتراب منها.
ووجّه رئيس نقابة المزارعين في البقاع إبراهيم الترشيشي نداءً عبر «الأخبار» إلى جميع المزارعين، ناشدهم فيه اعتماد تدابير بسيطة ودفع تكاليف زهيدة لا تتجاوز قيمتها 3 آلاف ليرة لبنانية، هي ثمن لوحة حديدية رقيقة تثبّت بواسطة لولب «برغي» في أعلى القسطل الذي يحمل البخاخ القريب من الطرقات وبموازاته تماماً. وأوضح الترشيشي أن ذلك يؤدي إلى حجب المياه من التدفق باتجاه الطرقات أثناء دوران رأس البخّاخ تلقائياً على نحو دائري، مؤكداً جدوى هذه التجربة التي لجأ إليها معظم المزارعين. أخيراً، تجدر الإشارة إلى أنه رغم ارتفاع عدد الحوادث التي تسببها مياه البخّاخات المتناثرة على الطرقات، إلّا أن الجهات الرسمية والقوى الأمنية ومجالس البلديات لم تتخذ خطوات لمعالجة الأمر. ولم تبادر الجمعيات الزراعية إلى إطلاق حملات لتوعية أصحاب الأراضي والمزارعين، وتوجيههم برفع الضرر عن الأملاك العامة، وإلزامهم إبعاد مياه ريّ مزروعاتهم عن الطرقات، وحصر رشها وضبط فلولها ضمن حدود مساحات أراضيهم، إضافة إلى ضرورة التعاون مع السلطات الأمنية لاتخاذ التدابير القانونية المرعية الإجراء، للحؤول دون تكرار هذه الحوادث.