صور ــ آمال خليلازداد استياء الناس من فريق الدفاع المدني في صور في الفترة الأخيرة، بسبب تأخره في الوصول إلى مكان الحادث. وعلى غير عادته، بات يحتاج لنصف ساعة أحياناً لتصل سياراته إن كانت للإطفاء أو الإسعاف.
ويوم أول من أمس، سجل وقوع حوادث سير بالجملة في أبو الأسود والشواكير والرمادية وحرائق في البازورية وقانا ودير قانون راس العين، الى جانب حادث سقوط سيدة من أحد المباني في صور ووفاتها. واللافت أن الدفاع المدني كان الغائب الأبرز، بالرغم من اتصال عدد من المواطنين كالعادة بالرقم المجاني لغرفة العمليات في الدفاع المدني 125 للتبليغ عن الحوادث. إلا أن المسعفين لم يحضروا سريعاً واضطر المواطنون إلى نقل جرحى حوادث السير بسياراتهم الخاصة وإطفاء الحرائق بما تيسر، وحمل جثة السيدة إلى براد المستشفى بعدما كان يمكن إسعافها لو حضر الفريق سريعاً. وما بقي من نصيب الدفاع المدني من حوادث السير بعد طول انتظاره، هو السائق الجريح الذي علق بين المقود والباب الحديدي المهشم، فقط لأن الفريق وحده يملك مقصات كبيرة لتقطيع الحديد.
وبعد البحث في التأخير المستجد في تلبية مهمات الإنقاذ والإطفاء، تبين أن استجابة الرقم 125 قد سحبت من المراكز الموزعة على كل المناطق وحصر في المركز الرئيسي في المديرية العامة للدفاع المدني في بيروت.
حصر الإجابة على 125 ببيروت يؤخر وصول الفرق في المناطق
وعليه بات اتصال الناس من صور أو الناقورة أو أي مكان آخر في لبنان للتبليغ عن حادث في منطقته، يستلم من الناحية الأخرى في غرفة العمليات في بيروت، حيث يؤخذ منه عنوان الحادث. المعلومة تنقل لاحقاً عبر الهاتف إلى مركز منطقة الحادث للتحرك. وبالإضافة إلى احتمال تأخر توصيل الرسالة من المركز إلى الفروع، ربما بسبب ضغط الاتصالات وقلة عدد فريق العمل، ولأنه ليس الجميع في بيروت يعرف بدقة شوارع صور وبلداتها، على سبيل المثال، قد تصل المعلومة مختصرة أو مغلوطة لناحية عنوان الحادث. الأمر الذي يؤدي أحياناً كثيرة إلى توجيه الفريق إلى مكان آخر. وعلى سبيل المثال الإحداثية التي بلغت عن حادث سير وقع الأسبوع الفائت أمام أحد المطاعم عند المدخل الشمالي للمدينة، اقتصرت على ذكر اسم المطعم الذي يملك ثلاثة فروع في أطرافها المتباعدة!
من جهته، أوضح رئيس جهاز الدفاع المدني في لبنان العميد درويش حبيقة لـ«الأخبار» أن القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء قبل شهرين والقاضي بمركزية الاتصال بالرقم 125 بغرفة عمليات بيروت «يهدف إلى إجراء إحصاء شامل ودقيق لكل الحوادث والمهمات التي يقوم بها الجهاز في لبنان». وفيما أقر بضغط الاتصالات على غرفة واحدة، أكد أن «عاملي الهاتف الذين يصل عددهم إلى ستة يمكنهم استيعاب مئات الاتصالات التي قد تصل». في المقابل نفى حبيقة أن يكون هذا التغيير يسبب تأخير وصول فرق الدفاع المدني في المناطق إلى مكان الحوادث، مؤكداً أن «إيصال المعلومة من بيروت إلى المناطق لا يستغرق ثوانيَ معدودة، فيما يمكن الفرق أن تتأخر في الوصول لدقائق بسبب بعد المسافة أو زحمة السير».