على أوتوستراد السعديات انتهت رحلة أربع صبايا نحو الجنوب، قيادة متهورة دفعتهن إلى الموت في حادث لا ذنب لهنّ فيه. المشهد سجّلته عيون المتحلّقين المشدوهين برؤية سيارة تتطاير لتقع على أخرى، تتقطّع الأنفاس، ويسيل الدمع مهما حاول الشهود حبسه... يزدحم السير، ويتناقل المسجونون في الزحمة خبراً عن أربع صبايا فارقن لتوّهنّ الحياة. الحادث الذي وقع أول من أمس أدى أيضاً إلى جرح طفل حالته خطرة. والضحايا حسب بعض المعلومات في ربيع العمر، معظمهن في العقد الثاني، هن فاطمة إبراهيم وريهام حمادة وجمانة زين الدين ونرجس صفدية، أما الطفل الجريح، فهو نور صفدية.قال موجودون في المنطقة إن سيارة من نوع هامر كانت تسير بسرعة جنونية فصدمت سيارة من نوع إنفينيتي، طارت الأخيرة من جانب من الطريق إلى جانب آخر لتستقر على سيارة مرسيدس. شهود آخرون نفوا أن يكون هذا الاصطدام وحده مسبّباً لـ«تطاير السيارة» من جهة إلى أخرى، قالوا إن سيارة «إنفينيتي» كانت تسير بسرعة جنونية فاصطدمت بأحد حواجز الرصيف، الذي يفصل بين اتجاهي الأوتوستراد، فطارت السيارة ووقعت على المرسيدس. أي رواية تنقل الحقيقة؟ الجزم رهن التحقيقات، الإجابة الوحيدة الآن تتعلق بصبايا غادرن الحياة باكراً وبطريقة مأساوية.
على أي حال، تحفل التقارير الأمنية يومياً بأخبار عن حوادث السير، ويبدو أن السرعة من أهم أسبابها.
سبّب حادث سير وقع صباح أمس قرب حاجز الجيش اللبناني على طريق طرابلس ـــــ الضنية الرئيسي عند مفرق بلدة عشاش (قضاء زغرتا)، وقوع أربعة جرحى هم: محمد وجيه أبو بكر (عكار)، محمد خالد المحمود (سوري)، بولس أنطونيوس الدغل وعثمان قبلان (الضنية)، وقد نُقلوا جميعاً إلى مستشفى السيدة في زغرتا للمعالجة بعد إصابتهم بجروح ورضوض.
كانت سيارة رينو 12 تجتاز الحاجز متجهة في طريق فرعي إلى بلدة عزقي المجاورة، فاصطدمت بها شاحنة نقل «بيك آب» محمّلة بالبضائع كانت متجهة من الضنية نحو طرابلس، ما أدى إلى انقلاب الشاحنة على جانبها، بعدما اصطدمت أيضاً بدشم حاجز الجيش، لكن لم يكن أحد من الجنود داخله. متابعة التقارير الأمنية التي صدرت في الأيام الثلاثة الأخيرة تلفت إلى وقوع نحو 16 حادث سير في مناطق مختلفة، أدى بعضها إلى وفاة نحو ستة أشخاص، كذلك أدت حوادث أخرى إلى إصابة الضحايا بجروح خطيرة أو رضوض.
وقع حادث أيضاً في بلدة مرياطة، قرب زغرتا، حيث صدمت سيارة من نوع «ب أم» بقيادة م.هـ. دراجة نارية يقودها الشاب الفلسطيني رامي قصيباتي الذي نُقل إلى المستشفى، لكنه ما لبث أن فارق الحياة.
من جهة ثانية، صدر بلاغ عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـــــ شعبة العلاقات العامة، جاء فيه أن شركة متعهدة ستضيف حواجز باطون مسلّح داخل نفق سليمان فرنجية من جادة فؤاد شهاب حتى فندق فينيسيا في المسلك الشرقي والغربي على مرحلتين.
تبدأ المرحلة الأولى الساعة الـ7.00 من صباح اليوم في المسلك الشرقي من جادة فؤاد شهاب باتجاه فندق فينيسيا حتى الانتهاء من الأعمال، ستؤدي هذه الأعمال إلى تضييق الطريق داخل النفق بحيث يبقى ممر لسيارة واحدة في كل مرحلة.
تجدر الإشارة إلى أن أسباب إضافة حواجز الباطون غير معروفة، وهنا يُطرح السؤال إن كانت الأعمال الجديدة ستسهم في خفض عدد الحوادث في النفق.