افتتح طلاب مهتمون بالشعر والأدب نادياً للإبداع الأدبي في ديوان دار الهادي. يجمع النادي الشباب من كلّ التوجهات والانتماءات السياسية
محمد محسن
لا يختلف اثنان على تدهور علاقة الشباب الجامعي اللبناني بالأدب. تتسع الهوّة يوماً بعد يوم، بين شباب يبدو تأمين العمل والمصروف همّه الأوّل، وصفحات الكتب وكلّ جديد تنجبه معارض الكتاب مدى الأعوام المتعاقبة. ترتسم هذه الصورة القاتمة، في ظل تراجع ملحوظ للاهتمامات الثقافية من أجندة الجامعيين، حتى أولئك الذين يشغلون مقاعد كليّات معنية كالآداب والإعلام والعلوم الإنسانية. لكن، لا يختلف اثنان أيضاً، على وجود بعض الشبّان المهتمين بالثقافة والأدب. تالياً، يمكن اعتبار «نادي الإبداع الأدبي» فسحةً تمنح الجامعيين المهتمين بالأدب فرصةً ليعبروا عن مواهب، تدفنها فترات الدراسة الجامعية.
باب الانتساب مفتوح لجميع الطلاب المهتمين بالكتابة والتعبير
في إحدى القاعات الصغيرة التابعة لـ«ديوان دار الهادي للكتاب» في الضاحية الجنوبية، افتتح طلاب مهتمّون بالكتابة «نادي الإبداع الأدبي». كانوا بالعشرات، وعبّر حجم حضورهم عن تثاقل خطوات الحركة الأدبية في الجامعة اللبنانية. لم يطل وقت تجمّعهم، حتى بدأت مراسم افتتاح اليوم الأوّل من عمر النادي. اختار المنظمّون، أن يفتتح الأمين العام لاتحاد الكتّاب اللبنانيين غسان مطر، أولى ندوات النادي، فكان لهم ما أرادوا. هكذا، توجّه مطر بنصائح ستّ إلى شباب أعادوه بالزمن ثلاثين عاماً إلى الوراء. لم تأخذ نصائحه طابعاً وعظياً. دعا الطلاب الذين يطمحون لنيل لقب «شاعر»، إلى أن يولوا اهتمامهم للموهبة، على اعتبار «أنّ الشاعر يولد شاعراً». شدّد مطر في محاضرته على اعتماد اللغة العربيّة السليمة، كما لم يفته التأكيد على وجوب ملامسة القصيدة للهمّ الإنساني الذي قد يكون غزلاً أو ثورة. أضاء مطر على مشكلة الاستعجال في النشر، داعياً الشباب إلى عدم استسهال الأمر. أما نصيحته السادسة والأخيرة فكانت الاهتمام بالثقافة لأنّها «كلّ ما يبقى بعد أن تنتهي القراءات». بعد محاضرة مطر، استلم رئيس النادي عباس قطايا دفّة الحديث. بدأت فكرة النادي من كلية الآداب وانتقلت إلى سائر الكليات في الجامعة اللبنانية، هكذا وصولاً إلى نادي الإبداع الأدبي. تنبّه المسؤولون في النادي إلى عدم الوقوع في تهمة اللون الواحد للمنتسبين. أوضحوا أنّ باب الانتساب مفتوح لجميع الطلاب المهتمين بالكتابة والتعبير، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والحزبية والدينية. ويتضمن برنامج عمل النادي نشاطات متعددة، تقام كلّ خميس عند الثالثة والنصف ظهراً في قاعة دار الهادي حيث افتُتح النادي. تشريح روايات ونقدها، ندوات مع شعراء وأدباء ومثقفين، ومحاضرات أدبية لا تمت إلى أسلوب التلقين بصلة. هذا هو الجزء الأكبر من أعمال النادي، مضافاً إلى نشاطات ثقافية في كليّات الجامعة اللبنانية أثناء مناسبات معينة، ولن يخلو الأمر من زيارات إلى الشعراء والأدباء للتعرف إلى تجاربهم عن كثب. وعن معايير اختيار الشخصيات المحاضرة، تحدّث قطايا لـ«الأخبار» فأشار إلى أن اختيار النادي لضيوفه، سيعتمد على معايير الكفاءة العلمية والشهرة. وأشار قطايا إلى أنّ النادي سيحتضن المواهب البارزة، وسيساعد في نشر نتاجها الأدبي.