عساف أبورحالغاب عن ذهن المراجع الرسمية في وزارتي البيئة والأشغال رفع لافتة تنبيه، تحذّر السائقين من صعوبة اجتياز طريق عام مرجعيون الحاصباني، بعد وقف العمل به عند نقطة «الهرماس» القريبة من مفرق بلدة إبل السقي. كما تعذّر، ربما بسبب بُعد المنطقة، إصدار نشرة يومية عن حال الطريق هناك، التي يمكن وصفها بالآتي: «يتدنّى مستوى الرؤية عليها بسبب الغبار المتطاير بكثافة، ويتعذر سلوك السيارات غير المجهّزة بأجهزة تكييف، وتعدّ الطريق سالكة فقط أمام الشاحنات الثقيلة وآليات اليونيفيل».
هذه حال الطريق بين مرجعيون مركز القضاء، ونقطة المصنع الحدودية، مروراً بمتنزّهات الحاصباني، التي تعيش موسماً سياحياً بالكاد التقط أنفاسه بعدما تجاوز «قطوع» توسيع الطريق المذكور وتزفيته قبل أن يتوقف بعد جهد جهيد على مسافة قريبة من مرجعيون لا تتجاوز الخمسة كيلومترات.
«الأخبار» حاولت الاطلاع على سبب توقف العمل، لكن الاتصال كان متعذراً بالمقاول الرئيسي، الذي أوقف العمل، وسحب غالبية الآليات، تاركاً المكان غارقاً في غبار لوّث مساحات واسعة من الزراعات القريبة والمحاذية، وحوّل المنازل إلى سجون لساكنيها، حيث يستحيل عليهم فتح أبوابها أو النوافذ خشية تسلّله ضيفاً ثقيلاً مزعجاً عشّش في جنبات المنازل، وألبس الجنائن ثوباً أبيضَ استحالت معه الاستفادة من ثمار انتظرتها هذه العائلة أو تلك سنة كاملة.
لكنْ شهود عيان واكبوا مراحل العمل على الطريق، أفادوا أن السبب الرئيسي الذي أدى إلى وقف العمل، هو عدم توافر مادة الباسكورس، التي باتت مفقودة بعد قرار وزارة البيئة وقف العمل بالمقالع والكسارات. هذا ما يؤكده المواطن فريد سعيد، من بلدة إبل السقي والمقيم بجانب الطريق: «قال لنا أحد العاملين في المشروع إن العمل توقف على خلفية فقدان مادة الباسكورس وهي الأساس لمتابعة العمل». مشيراً إلى مشكلة الغبار «الذي أتلف كلّ المحاصيل في حديقة المنزل وحرم عائلتي تناول حبة تفاح أو إجاص، كما تسلل إلى كلّ محتويات المنزل، وهذا أمر لا يطاق ولا يحتمل. الناس باتوا محرومين الجلوس على الشرفات وفتح النوافذ، كما أن المحال التجارية على جانبي الطريق مقفلة بسبب الحفريات، وتعذّر وقوف الزبائن أمامها».