زحلة ــ عفيف ديابلم تنجح المساعي السياسية في وضع حد للصراع الدائر على تاج الجمال في مدينة زحلة منذ أكثر من سنتين. فالتاج الذي يكلّل رأس فتاة الكرمة، أو ملكة جمال زحلة التي تنتخب سنوياً ضمن مهرجانات المدينة، أصبح مشهداً من مشاهد الانقسام السياسي في عروس البقاع، التي تستعد لتنظيم حفلين للجمال. حفل دخلت على خطه قوى تدين بالولاء لفريق 14 آذار سيقام مساء 30 الجاري، وآخر تشرف على تنظيمه بلدية زحلة من خلال تكليف شركة خاصة تنظيمه مساء الثامن من آب المقبل. صراع الجمال الذي يبدو أنه سيكون أشد تنافساً من العام الماضي، حاولت قوى سياسية وحزبية التدخل فيه لرأب الصدع والسعي إلى تنظيم حفل واحد تتوج في خلاله ملكة جمال واحدة تكون عنواناً لبدء مشروع وحدة المدينة، سياسياً وثقافياً وحتى اجتماعياً. هذه المحاولات التي لم يكتب لها النجاح فتحت الباب على صراع قانوني بين فريقين يدعيان حقهما في إقامة حفل انتخاب ملكة جمال زحلة، حيث تقدم كل فريق بشكوى ضد الآخر أمام القضاء المختص في قصر عدل زحلة. فبعدما أعلنت شركة زاد المكلفة من جانب بلدية زحلة تنظيم حفل انتخابات فتاة الكرمة، ردت منظمة الحفل الآخر مجلة «فوتو نت» عبر توزيع مستندات ووثائق تؤكد حقها الرسمي في إقامة حفل انتخاب ملكة جمال المدينة، آملة من وسائل الإعلام «عدم نشر أي خبر عن أي حفل جمالي يردكم تحت اسم فتاة الكرمة عملاً بالقوانين المرعية الإجراء». وقال منظم الحفل الأول مدير شركة زاد للإعلان أنطوان الزرزور لـ«الأخبار» إن لبلدية زحلة الحق في تكليف من تراه مناسباً إقامة حفل انتخاب فتاة الكرمة في المدينة. وأضاف «هناك قرار صادر عن مجلس شورى الدولة يؤكد أحقية بلدية زحلة في تنظيم الحفل، وللأسف لقد أدخلوا السياسة في الفن والجمال». موضحاً أن القرار 274 الصادر عن وزارة السياحة سنة 2000 يؤكد أنه يحق للبلديات تنظيم مهرجانات فنية وثقافية مناطقية و«تكليف من تراه مناسباً تنظيم حفلات الجمال المناطقية، وبالتالي البلدية في زحلة كلفت شركتنا تنظيم الحفل، ولنا الحق الحصري في ذلك، ونحن نقوم بهذا منذ سنوات، ولا يحق للفريق الآخر تنظيم احتفالات كهذه»، داعياً إلى «إبعاد السياسة عن حفلات الجمال والثقافة والفن».
بدوره المدير العام لمجلة «فوتو نت» سعد شعنين يوضح أن قرار وزارة السياحة رقم 1539\1 تاريخ 10 حزيران 2009 «رخص فقط لمجلة «فوتو نت» إقامة حفل انتخاب فتاة الكرمة الخيري ولمدة 5 سنوات ابتداءً من 9 آب 2009 ولغاية شهر آب 2014». مؤكداً أحقية مجلته في تنظيم الحفل الذي سيقام في 30 الجاري برعاية وزارة السياحة في فندق القادري الكبير. مبرزاً وثائق ومستندات صادرة عن وزارة السياحة تؤكد حقه في تنظيم الحفل، وشهادة تسجيل علامة فارقة باسمه من جانب وزارة الاقتصاد والتجارة (لوغو فتاة الكرمة)، وقرار وزير السياحة إيلي ماروني الصادر عام 2008 الذي ألغى بموجبه في مادته الأولى جميع القرارات الصادرة بالترخيص لإقامة حفلات انتخابات ملكات الجمال على أنواعها بمختلف الألقاب ابتداءً من 1\1\2009 على أن تتقدم الجمعيات والهيئات الراغبة في تنظيم احتفالات كهذه بطلبات إلى الوزارة للاستحصال على الترخيص المطلوب للانتخاب المحدد و«نحن تقدمنا بذلك ونلنا الترخيص، فيما الشركة الأخرى لم تتقدم بطلب لإقامة الحفل». ويختم شعنين أن «القضاء اللبناني هو الوحيد المخوّل حسم الأمر والخلاف، ولا يحق لأي جهة سياسية إصدار أحكام أو قرارات منع أو ما شابه».


الترشيحات جارية

«تتنافس 11 صبيه على تاج الجمال أو لقب فتاة الكرمة في الحفل الذي تنظمه شركة زاد، التي كلّفتها بلدية زحلة في الثامن من الشهر المقبل تنطيمه في مجمع الرحاب السياحي». ويقول الزرزور إن المناسبة ارتبطت بشعار المدينة، أي الكرمة وعناقيدها وما تمثله من عطاء، و«نحن في زحلة معروفون بحبنا لهذه المدينة واستعدادنا الدائم لرفع اسمها من خلال نشاطات متعددة، وهو ما نقوم به منذ أن تولينا تنظيم مهرجان انتخاب فتاة الكرمة للسنة العاشرة على التوالي بتكليف من بلدية زحلة». بدورها مجلة «فوتو نت» أنجزت استعداداتها لإقامة حفل انتخاب فتاة الكرمة في فندق قادري الكبير برعاية وزارة السياحة يوم 30 الجاري، معلنةً أن ريع الحفل سيعود إلى الجمعيات الخيرية في مدينة زحلة، وقد رفض مديرها العام سعد شعنين كشف المزيد من التفاصيل عن عدد المتباريات المتنافسات على تاج الجمال في زحلة.