اجتمع ثلاثون شاباً تجاوزت أعمارهم السادسة عشرة في مركز جمعية «الأمل الواعد الاجتماعية» في جبل محسن للمشاركة في ورشة عمل «التواصل الفعّال»، ضمن 6 ورش ستنظم لغاية شهر أيلول
طرابلس ــ إيلي حنا
توقع منظمو ورشة العمل حضور ما بين 8 و10 أشخاص، «وإذ بنا نتفاجأ بتوافد أكثر من 30 شخصاً، ما يدلّ على حاجة الناس للتواصل وإيجاد فسحة للتلاقي». فقد جاء يوسف طالب البالغ 17 عاماً من منطقة البقار متخطياً الحواجز العسكرية والنفسية نحو حارة الجديدة المتاخمة لشارع سوريا والواقعة ضمن ما يعرف بخطوط التماس. يعترف طالب بتغيّر تعامله مع الناس وإن كان لديه في السابق رفاق من الجبل، لذلك، أحضر معه أيضاً أخته زبيدة علّها تشاركه «النظرة الجديدة». من جهته، جاهد غدير العلي للاستفادة من موضوع ورشة العمل، بالإضافة إلى تمكين قدراته الفكرية والثقافية، «تركت المدرسة في الثاني المتوسط وأنا الآن عمري 17سنة وأريد التواصل من جديد مع شباب من جيلي، اعتقدت أن الباقين من غير سكان الجبل لا يتقبلونني لكني وجدت العكس. الحرب لا تفيد بشيء»، يقول. لا يستهوي الكلام عن «حل النزاعات» كلاً من ضحى إسماعيل من منطقة البقار، زهرة حسين من القبة وميشلين ماما من الجبل. فهؤلاء الثلاثة «أصدقاء في المدرسة منذ الصغر ولن تفرقهم حروب صنعها الكبار»، لذلك أتت مشاركتهم في سبيل التعرّف على مجالات فكرية جديدة ولملء فراغ العطلة الصيفية. بالمقابل، اكتشفت سناء تمرة بعد جلوسها مع فتيات من المناطق المحاذية «أن التواصل ضعيف في مجتمعنا»، لتضيف زبيدة طالب أن الحل بالاندماج الاجتماعي وفتح قنوات الحوار عبر جميع شرائح المجتمع. في نهاية الجلسة، أبدى أكثرية المشاركين رغبتهم بحضور بقية الورش المنظمة كل أسبوعين، وحماستهم لمحاولة إقناع أقاربهم وأصدقائهم بالحضور في الجلسات المقبلة على ما روى بعضهم، على الرغم من ضيق مساحة الغرفة المخصصة للحضور وتهوئتها المتواضعة، بمروحة واحدة.
تأسست جمعية «الأمل الواعد الاجتماعية» عام 2006 عبر مجموعة من الشباب الجامعي تلاقوا على مجموعة من الأفكار التنموية. خلال السنوات الماضية، اقتصر نشاط الجمعية على تنظيم دورات التقوية لتلامذة الشهادة المتوسطة وبعض الأنشطة البسيطة. أما بعد معارك الجبل مع المنطقة المحيطة به، فقد وضع المؤسسون، وهم ينتمون إلى مذاهب مختلفة، برنامج عمل «لحل النزاعات» وقدموه لجميع الوكالات العاملة في هذا المجال فـ«أتى التبني من الوكالة الأميركية للتنمية دون أي شروط مسبقة أو تدخل في سير عمل المشروع»، حسبما يقول رئيس الجمعية محمد سليمان. وأفضى الاتفاق مع الوكالة إلى قيام مشروع تنموي اجتماعي بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، قضى بترميم درج فاصل بين المنطقتين وتحسينه تحت تسمية «أدراج الأمل في طرابلس»، بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة، وأقيمت مكتبة وحديقة للأطفال بجواره. وتُمثّل ورش العمل هذه، المرحلة الأخيرة من البرنامج وعددها ست، منها الشخصية القيادية، عمل المجلس البلدي والمواطنة وتقبّل الآخر. يقدم هذه الورش «المدرب المهاري» محمد ديب عبر برامج من إعداده، «تساهم في إيصال مبادئ التواصل الإيجابي وتبرر التفاعل مع الآخر بطريقة إيجابية».


لا يعرف حيدر سليمان (الصورة) القراءة والكتابة، وقد وصل للصف الرابع بسبب ترفيعه من أحد الأساتذة «الذي يحبني»! يعترف بأنه يستطيع التهجئة فقط، وقد انتسب للجمعية بهدف التعلم والتعرف إلى أناس جدد