أكثر من 120 شاباً وشابة من 11 دولة عربية أعمارهم بين 18 و23 يستضيفهم مخيم الشباب القومي العربي التاسع عشر حتى 9 آب في البقاع الغربي
البقاع ــ عفيف دياب
يشارك في مخيم الشباب العربي الذي يستضيفه لبنان للمرة الخامسة في أقل من عقدين شباب من مختلف التيارات السياسية العربية، اليسارية والقومية والإسلامية والمستقلين. ويقول مدير المخيم عبد الله عبد الحميد: «الأغلبية الساحقة من الشباب المشاركين هم من طلاب الجامعات، يحددون في ما بينهم عناوين اللقاء السنوي دون تدخل من إدارة المخيم التي تنحصر مهمتها في الأمور التقنية وتسهيل وصول المجموعات المشاركة وسفرها وتنقلها». ويوضح عضو الهيئة الإدارية في المخيم الجزائري هزرشي بن جلول أن من الذين سيستضيفهم المخيم للحوار معهم حول قضايا الأمة العربية: خير الدين حسيب، عزمي بشارة، معن بشور، وعبد الحسين شعبان، محمد مجذوب، غسان بن جدو، عبد الرحيم مراد، وحسن عز الدين، وساسين عساف، والعباس الشوتري، إضافة إلى شخصيات سياسية وثقافية لها بصماتها في الحياة السياسية والفكرية.
اتفق الشباب على معاناتهم جميعاً من البطالة
مخيم الشباب العربي الذي انقسم إلى 11 مجموعة تحمل أسماء مدن عربية: بيروت، القدس، بغداد، القنيطرة، الكرامة، بور سعيد، القيروان، وهران، القرضابية، فاس، وصنعاء، شاركت فيه «الأخبار» من خلال تنظيم ندوة حوارية مع عدد من الشباب المشاركين من مختلف البلاد العربية حول أبرز القضايا والتحديات التي تواجه الشباب في أوطانهم. اتفق الشباب خلالها على تراجع فعالية المجتمع المدني في العالم العربي، وأكدوا على سلبيات الغزو الإعلامي الغربي الذي أصبح له تأثير بارز على «حياتنا الثقافية وأنشطتنا السياسية الوطنية، والهجرة» وفق قول الليبي عبد القادر غوقة (20 عاماً). ويكشف غوقة أن الشباب الليبي «أصبح متأثراً كثيراً بثقافة الغرب، فنحن نعاني كثيراً من الاستهلاك، إذ نستورد الأفكار ولا نصدّرها». ولفت إلى أن أكثر ما يعانيه الشباب الليبي هو «البطالة التي تقض مضاجعنا لتصبح الهجرة عنواناً لنا». الهجرة نحو الغرب، اعتبرها العراقي علي رشيد (21 عاماً) من «نتائج الغزو الأميركي للعراق. فالاحتلال دمر وطننا اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، وهو يركز على عنصر الشباب ودفعهم إلى الهجرة لضرب بنية المجتمع العراقي الأساسية». وإذا كان للاحتلال الأميركي للعراق دور فاعل في «تدمير» الشباب العراقي، فإن الشاب التونسي يخاف من المصير المجهول، فـ«البطالة تدفعنا نحو الهجرة لأننا نتعلم ونتخصص ومن ثم ندخل في المجهول، لتصبح هجرة الشباب التونسي عنواننا اليومي. فالديموقراطية صورية والمجتمع المدني عندنا ناشط لكنه ليس فاعلاً، فيما يرحّب الغرب بالأدمغة التونسية»، كما تقول سناء أسبوعي (21 عاماً).
نشاط هيئات المجتمع المدني في تونس يقابله نشاط بارز للقبائل والعشائر في اليمن. فيقول إبراهيم الضاري (19 عاماً)، القلق على مصير وحدة بلاده «القات هو مقتلنا كما هي البطالة»، مضيفاً «يتخرج الشاب اليمني من الجامعة ويهاجر بحثاً عن عمل، ومعظمنا يتحول إلى يد عاملة رخيصة، والمحسوبية متفشية في كل شيء». تفشي المحسوبيات يبدو الأكثر سطوة في مصر، إذ يصف عبد العزيز عبد الله (22 عاماً) الوضع في بلاده بـ«المأساوي. والتوريث يقلق الشباب المصري، فدورنا في الحياة السياسية مهمش. هناك أكثر من 70 مليون مصري عاطل من العمل، و50 مليوناً تحت خط الفقر، ومستوى التعليم ينحدر، و13 مليون عانس. إنها مشاكل يومية تدفعنا إلى الهجرة وتغيير الهوية». ويتابع «الشباب المصري يعاني من كل شيء. تخيل أن هناك أكثر من مليوني رجل أمن (استخبارات) فكيف لنا كشباب أن نعبر عن آرائنا ونطالب بحقوقنا؟ للأسف الأمنية الوحيدة اليوم عند الشاب المصري هي الهجرة، ولقد تحوّل الفساد عندنا إلى نظام، وهيئات المجتمع المدني إلى أسماء لا أفعال».