خالد صاغيةاتفق إذاً الرئيس نبيه برّي والرئيس المكلّف سعد الحريري على الصيغة السياسيّة للحكومة المقبلة، والباقي مجرّد بحث في الأسماء والحقائب. ولتسريع هذه العمليّة، قيل إنّ ثمّة اقتراحاً يقضي بالانطلاق من التشكيلة السابقة وإجراء تعديلات عليها، بدلاً من البحث في تشكيلة جديدة من نقطة الصفر.
الاقتراح بديهي وعبقريّ في الآن نفسه، وخصوصاً أنّنا أمام حكومة حقّقت إنجازات سينعم اللبنانيّون بها لسنوات آتية.
لا يمكن بدايةً إلّا إبداء الأسف على رحيل رئيس الحكومة الحالي. لكن ما العمل، فهو قد جاء أساساً إلى الحكم ليحفظ الكرسي حتّى بلوغ وليّ العهد سنّ الرشد. ما علينا. على الحياة أن تستمرّ، رغم كلّ شيء. ولنتغلّب على مصابنا الأليم بالصلاة... وسيبقى لبنان.
ما يعزّي اللبنانيين هو شبه إجماع على بقاء الوزير الياس المرّ في منصبه في وزارة الدفاع. أصلاً، ما من حقيبة أخرى تليق به. فهو صاحب إنجاز بناء سلاح الجوّ في الجيش اللبناني. بناء لم يتعدَّ حدود البروباغندا، لكنّ السلاح سيصل حتماً ما إن يحدّد معاليه اسم المخيّم المقبل على لائحة أهدافه.
حقيبة الشباب والرياضة محيّرة حقّاً. فالوزير طلال أرسلان، رغم جهده الدؤوب في عدم فعل أي شيء، فإنّ القلوب كلّها تتّجه صوب وزير الشباب السابق أحمد فتفت. رصيد الرجل لا يزال مرتفعاً لدى الشعب اللبناني، ففي الليلة الظلماء يُفتقَد البدر.
الوزير ريمون عودة لا يمكن الاستغناء عنه في وزارة المهجّرين بعد المصالحات التي أنجزها في قرى الجبل، والتعويضات التي حصّلها، والمواطنين الذين اقتنعوا بالعودة إلى منازلهم. أضف إلى ذلك أنّ القطاع المصرفي «المعتّر» لا يمكن أن يُترَك بلا مدافع عن حقوقه داخل الحكومة.
كان يمكن التفكير باستبدال الوزير فوزي صلّوخ. لكنّ دوائر الأمم المتّحدة تدخّلت لمنع ذلك. وهل يمكن صنّين أن يبقى شامخاً من دون إيلي ماروني؟
الوزيران طوني كرم ويوسف تقلا ثابتان في الحكومة، وسيتسلّمان حقيبة الصمت.
لا يمكن تقديم اقتراحات لكلّ الحقائب. لكنّ الإنجازات لا تكاد تُحصى، من ميثاق العار الإعلامي إلى أسعار المحروقات، إلى طمر الآثار، إلى فرض العتمة... لكن الثابت هو بقاء الوزير إبراهيم شمس الدين في منصبه. فمُشْ حرام ألّا يتمثّل التنوير الشيعي في الحكومة المقبلة؟