قاسم س. قاسمانتهت أزمة طلاب نهر البارد بعد تأمين منظمة التحرير والأونروا الأقساط المتأخرة للجامعات والمدارس عن العام الماضي. هكذا، للمرة الثانية على التوالي، استطاع الطلاب أن يتجاوزوا المشكلة من خلال الهبات. فاستدعى ذلك منهم بيان تنويه بجهودها وشكرها على مساعدتهم، مطالبين إياها في الوقت ذاته، امنذ الآن «بالاتصال بالجهات والدول المانحة من أجل تأمين منح جامعية للعام الدراسي المقبل». وكي لا تغيب منظمة التحرير الفلسطينية عن الساحة الفلسطينية، وعن هموم «الطلاب المستمرين في حمل سلاح العلم»، كما جاء في رسالة وجهتها «لجان أهالي ونازحي مخيم نهر البارد» إلى سفارة فلسطين في لبنان، وبعد مناشدات عدة من الطلاب أنفسهم، وعقدهم مؤتمرات عدة لشرح مطالبهم، وبعد تبادل عدد من الرسائل بين لجان أهالي ونازحي مخيم نهر البارد والداخل الفلسطيني، استطاع الطلاب، أخيراً، أن يحصّلوا من المنظمة مبلغ 250 ألف دولار، ما سيؤمن، إضافة إلى الهبات التي قدمتها الأونروا، تسديد الأقساط كاملة.
من جهتها، وجهت لجان أهالي مخيم نهر البارد رسالة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، واضعة بين يديه «أبرز وجوه المعاناة» كتأخر التعويضات المترتبة لهم إثر تدمير منازلهم ومحالهم في المخيم، مطالبين إياه بالعمل على التعويض على أهل البارد، وتأمين مساعدات مالية عاجلة بمناسبة حلول شهر رمضان منتصف آب المقبل، وكذلك، العمل على دمج موازنة الطبابة الخاصة بنهر البارد مع موازنة الطوارئ التي رصدتها الأونروا. وقد رجا كاتبو الرسالة التي حصلت «الأخبار» على نسخة منها، أبو مازن «إيجاد الحلول»، كما جاء في النص.
هكذا، بعد توجيه أهالي نهر البارد رسائل عدّة إلى عباس ومدير الصندوق القومي الفلسطيني رمزي الخوري، وإلى لجنة الطلاب في سفارة فلسطين، نال الطلاب مبتغاهم بتسديد أقساطهم المتأخرة. بالرغم من هذه الخطوة التي وصفها رئيس اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني يوسف أحمد «بالإيجابية»، معتبراً أن أزمة طلاب البارد «أزمة وطنية لذلك يجب أن تتحمل مسؤوليتها منظمة التحرير الفلسطينية للضغط معنا على الأونروا»، إلا أنه اعتبر تلك المساعدات «غير كافية، فالأونروا لا تزال مقصّرة كثيراً بحق الطلاب» كما قال. ويسأل أحمد: «أزّمة أقساط الطلاب لهذا العام انتهت، لكن ماذا عن أقساط العام المقبل»؟
يذكر أن 94 طالباً من نهر البارد توجهوا أول من أمس إلى الأردن لمقابلة مدير الصندوق القومي الفلسطيني رمزي الخوري، ومن بعدها سيتوجهون إلى مدينة بيت لحم للمشاركة في المؤتمر السادس لحركة فتح.