تستضيف الجامعة اللبنانية الدولية في مركزها الأساسي في البقاع، أكثر من 40 طالباً موريتانياً يتابعون دراستهم في فرع الجامعة في وطنهم
عفيف دياب
بعدما كان التعليم العالي حكراً على الجامعة الموريتانية المتمركزة فقط في العاصمة نواكشوط، حيث الكثافة السكانية، شهدت موريتانيا منذ سنة تقريباً «هجمة» من جامعات عربية خاصة، كانت LIU إحداها، ما جاء بالفائدة على الطلاب الموريتانيين، إذ يشرح أحدهم، الطالب في كلية الصيدلة محمد الأمين إن التعليم العالي هناك «أصبح أكثر تقدماً ومنهجية بعد دخول الجامعات الخاصة. فقبلها، كان الشباب الموريتاني يعاني نقصاً في التعليم الأكاديمي»، موضحاً أن هناك أكثر من 3 آلاف طالب جامعي يتخرجون سنوياً من الجامعة الموريتانية الوطنية «عدا ما بدأت تخرجه 3 جامعات خاصة حديثة العهد». ويلفت الطالب في كلية إدارة الأعمال محمد عبد الرحمن إلى أن العدد الكبير من المتخرجين في موريتانيا «لا يجدون فرص عمل، مما يلزمنا بالتحول إلى الأعمال الحرّة، وأبرزها التجارة»، بينما يوضح
أصبح التعليم أكثر تقدماً ومنهجية بعد دخول الجامعات الخاصة
الطالب في كلية الصيدلة عبدو عبد الملك أن «أصحاب النفوذ في السلطة يتحكمون في توفير فرص العمل»، مشيراً إلى أن نسبة الحصول على فرصة عمل للمتخرج الجامعي لا تتجاوز «واحداً على ألف» كما يقول. من ناحية أخرى، يلفت الطالب في كلية إدارة الأعمال عبد الله عليا إلى أن «مركزة التعليم العالي في موريتانيا، أثرت كثيراً على التنمية البشرية»، ليشرح الطالب في كلية الهندسة محمد لقان أن «الدولة الموريتانية لا تستطيع توفير أكثر من 500 فرصة عمل في القطاع العام سنوياً». رغم ذلك، يؤكد الطالب شيخ أحمد طلبه الذي يتابع دروسه في مجال إدارة الأعمال، أنه «رغم عدم توافر فرص عمل في موريتانيا للجامعيين من مختلف الاختصاصات، فإن هجرة الشباب لا تتجاوز 5%، فبلادنا في طور النمو. وحسب التصنيف الاقتصادي للأمم المتحدة، تعدّ موريتانيا من ضمن دول العالم الثالث، إلا أنها سائرة في طريق النمو رغم الاختلالات الكبيرة في هيكلية اقتصادنا». يتحدث الطلاب الموريتانيون عن شعبهم «المسيس» بالفطرة. ويقول الطالب محمد الأمين إن انخراط الشباب الموريتاني في العمل الحزبي «كبير جداً. فعندنا أكثر من 22 حزباً وتنظيماً، ولكن للأسف لم يزل الإعلام عندنا موجهاً رغم وجود 4 صحف يومية وأكثر من 7 أسبوعية، أما الإعلام الإلكتروني فهو يشهد نمواً سريعاً، وقد بدأ يتحول إلى مرجع موثوق للشباب الموريتاني. فهذا الإعلام استطاع تحريك الشباب الموريتاني الذي نجح في إقفال السفارة الإسرائيلية وتحويلها إلى ممر للماعز والماشية». أما في ما يخص توسع الجامعة اللبنانية الدولية، فيشرح مسؤول العلاقات العامة في الجامعة حسن مراد أن الجامعة بدأت التحضير لافتتاح فروع لها في المغرب وتونس والسودان والعراق، بعدما كانت قد افتتحت 4 فروع لها في اليمن، تلاها فرعان أحدهما في نواكشوط، والآخر في السنغال.
ويوضح مراد أن الهدف من هذا «التفريع الدولي للجامعة» قد تحدد بعد «النجاح الكبير الذي حققناه في لبنان، حيث استطاع مستوى جامعتنا الأكاديمي احتلال موقع متقدم في أقل من 5 سنوات، وأصبحنا ننافس أكبر الجامعات وأعرقها، وتحديداً الأميركية منها التي تزاحمنا الآن في العالم العربي».