ميس الجبل ــ داني الأمينفور انتشار خبر إطلاق العدوّ الإسرائيلي عدداً من الكلاب باتجاه بلدتي ميس الجبل وحولا (مرجعيون)، ساد تخوّف لدى أهالي البلدات الحدودية من أن تكون تلك الكلاب مسعورة، رغم عدم أسر أيٍّ منها أو قتله، وبالتالي رغم عدم التثبّت من هذا الأمر، وخاصة أنّ ذلك تزامن مع تصاعد مهاجمة عدد من الكلاب الشاردة بعض أبناء مدينة النبطية، معطوفاً على خبر سابق عن إطلاق الجيش الإسرائيلي عدداً من الخنازير البرّية باتجاه ميس الجبل. يقول الحاج شحادة حمدان (ميس الجبل): «سبق أن شاهدت عدداً من الخنازير البريّة في حقلي الزراعي القريب من الحدود، ما أحدث هلعاً لدى أطفالي الخمسة، لذلك عمدت إلى إلقاء السمّ في جرّة للمياه ووضعتها داخل الحقل، ما أدّى إلى مقتل اثنين من الخنازير بعدما شربا المياه المسمّمة، ودفنتهما داخل الحقل، ما أقنع أطفالي الخمسة بأن
أبناء ميس الجبل شاهدوا الكلاب في حقولهم
الخنازير قد ماتت ولم يعد هناك من مبرّر للخوف والفزع». ويرى حمدان أنّ «ما حصل أخيراً من إعادة إطلاق العدوّ عدداً من الكلاب داخل أراضي البلدة، أعاد الخوف إلى النساء والأطفال، وحتى الكبار بدأوا يخافون من التنقّل في الحقول البعيدة، أو السير ليلاً في أماكن خالية من السكّان». ويؤكد علي حمدان أنّ «عدداً من أبناء ميس الجبل شاهدوا الكلاب التي أطلقها الجنود الإسرائيليون أول من أمس، وكانت كبيرة الحجم وتجري مسرعة باتجاه الأودية، ما أثار الرّعب، وخاصّة أن الكثير من الأهالي يقيمون بعيداً عن الأحياء السكنية ويربّون الماشية، ما يغري باقتراب تلك الكلاب من مساكنهم، وربّما مهاجمة الأطفال والكبار كما في النبطيّة». ويطالب محمد شقير اليونيفيل بالقيام بدورها، وإحالة هذا الاعتداء، الذي يمثّل خرقاً إسرائيلياً فاضحاً على مجلس الأمن الدولي، كما حصل بالنسبة إلى انفجار خربة سلم. فكيف يقال إنّ قوات اليونيفيل هنا لحماية الجنوبيين، بينما كل الخروق الإسرائيلية لا تثار رغم أنّ إطلاق الكلاب من الباب الحديدي لموقع العبّاد الإسرائيلي كان على مرأى من أفراد الكتيبة الإندونيسية الذين يتمركزون على تلّة العبّاد قريباً من الموقع الإسرائيلي». وفي بلدة حولا الأمر مشابه أيضاً، إذ انتشرت العشرات من المنازل الجديدة بالقرب من موقع العبّاد الإسرائيلي، وهي تعجّ بالأهالي والمصطافين الذين قصدوا البلدة آتين من بلاد المهجر. فعند انتشار نبأ إطلاق الكلاب من الموقع القريب من مساكنهم، حاولوا إبعاد أطفالهم عن الحقول والطرقات، مع البقاء في منازلهم خوفاً من مهاجمة تلك الكلاب. يقول محمد قطيش: «لا بدّ لنا من أن نخاف على أطفالنا وأنفسنا من هذه الكلاب المفترسة، وقد يؤدي ذلك إلى إسراع بعض المصطافين بالعودة إلى بلاد الاغتراب».