عساف أبو رحال«فتحت الطوزة وباضت بيضتها» في بلدة الكفير الجنوبية، كما يتندّر الاهالي هنا في اشارة إلى وصول الخدمات التي لم تكن لتصل لولا الانتخابات. هكذا، تقاطرت «الزفاتات» لإصلاح الطرق الداخلية في القرية، المخرّبة منذ نحو «ثلاث سنوات»، بحسب ما يشير رئيس البلدية ميشال عبود. يفرح عبود بالخطوة، ولو أنها عابرة. لكن، بما «أن البلدية عاجزة عن ترقيع حفرة صغيرة بسبب النقص في السيولة، فلا بأس من الاستعانة بزفتهم من أجل إصلاح الطرقات». وبعدما كان الزفت مثلاً يوزع بـ«القطارة» على القرى الجنوبية، بات الآن متوافراً إلى حدّ التخمة، ليس هذا رأي عبود وحده، فالمواطنون أيضاً يرون هذه الخدمات خطوة جيدة بغض النظر عن مضامينها وأهدافها، فما يريدونه هو إعادة تزفيت هذه الطرقات التي لم تعرف تأهيلاً منذ ستينيات القرن الماضي.
يرى البعض أن توزيع هذه الخدمات الانتخابية بامتياز استنسابي وغير متوازن بين القرى والبلدات التي تتقاسم همّاً واحداً منذ عقود، ألا وهو الفقر والحرمان. وتتفاوت نسبة هذه الخدمات بين قرية وأخرى، وحتى بين حيّ وآخر في القرية نفسها. ففي منطقة العرقوب، لم تتغيّر مظاهر الحرمان كثيراً حتى مع الانتخابات. وكأن الاعتداءات الإسرائيلية لا تكفيها، حتى يأتي حرمانها من أبسط مقوّمات الحياة. تحتاج هذه المنطقة للكثير، وقد يكون أبسط حاجاتها العمل على ترميم وتزفيت شبكة الطرقات الداخلية فيها، وكل هذا يحتاج للدعم، في ظلّ عجز البلديات المادي. أما في بلدة راشيا الفخار، فقد أوضح رئيس بلديتها غطاس الغريب أن البلدة بحاجة إلى تزفيت نحو 9000 متر من الطرقات في البلدة. وأشار إلى أنّه «منذ بضعة أشهر قصدنا وزارة الأشغال وعرضنا مطالبنا وتلقينا وعداً بكميات من الزفت وحتى الساعة ننتظر فرج الله». وطالب الغريب الوزارة بضرورة الإسراع في تنفيذ وعودها أسوة بما فعلته في القرى المجاورة، وتساءل: لماذا تُستثنى راشيا الفخار من الخدمات؟ الحال لا تختلف في بلدة شبعا عنها في راشيا الفخار، فقد لفت رئيس بلديتها عمر الزهيري إلى أن البلدية تلقت وعداً من وزارة الأشغال بتزفيت مسافة أربعة كيلومترات عند المدخل الغربي للبلدة، وحتى الآن «لا يسعنا سوى القول ع الوعد يا كمون».