جبيل ــ جوانّا عازار«مشكلتنا في جبيل أنّه لا مكان آمناً للعب أولادنا». السيدة التي تتكلم أمّ لطفلين. تضيف نبيهة سعادة، إن ولديها «زهقوا من اللعب» في المنزل، حيث «نسكن في بناية على الأوتوستراد، وبالتالي لا يمكن حتّى تركهما يلعبان في الخارج أو في موقف السيّارات». لكن أولاد المنطقة لم يكونوا هكذا دائماً. فقد كانوا «يلهون في حديقة جبيل العامّة قبل أن يبدأ تنفيذ مشروع الإرث الثقافي في المدينة وتكثر الأشغال فيها». المشكلة ذاتها تشغل بال تيريز بيلان على حفيديها (4 و8 سنوات). فالصبيان يلعبان «قدّام الباب» في غياب الحدائق العامّة المخصصّة للأطفال، وهي تخاف عليهما «من أماكن تكثر فيها السيّارات». أما قريبتها لطيفة بيلان، وهي أمّ لطفلين واحد في السابعة وآخر في الثانية عشرة من عمره، فهي تقول تقريباً الكلام ذاته، مضيفة منزل الأصدقاء كأحد أماكن اللعب. وتطالب بتخصيص أماكن آمنة ومجانيّة للأطفال ليشعروا بالطمأنينة هم وأهلهم على السواء. من هنا فإنّ الأهل القادرين كثيراً ما يتوجّهون الى المطاعم التي تحتوي على صالات مخصّصة للعب، وفي هذا الإطار تقول أماني بولس التي عملت طويلاً في مطعم في جبيل فيه صالة لعب للأطفال إنّ المكان كان يمتلئ بالأطفال وكان العمل جيّداً والمردود كبيراً بفضل صالة اللعب. أما حين كانت صالة اللعب تقفل للصيانة أو لزيادة الألعاب فيها، فإن نسبة مرتادي المطعم كانت تنخفض بنسبة كبيرة... وأشارت إلى أنّ الأطفال كانوا يلعبون مجاناً ببعض الألعاب، فيما يدفعون لقاء اللعب ببعض الألعاب الأخرى، كالبلاي ستايشن. لكن الاساسي في مورد المطعم من لهو الأطفال كان حين يتوافدون للاحتفال بأعياد ميلادهم ومناسباتهم الخاصّة لقاء بدل ماديّ.
وفي اتّصال مع رئيس بلديّة جبيل الدكتور جوزيف الشامي قال لـ«الأخبار» إنّ الحديقة العامّة على مستديرة جبيل يجري تأهيلها لتكون جاهزة قبل حلول فصل الصيف، كاشفاً عن مشروع حديقة عامّة مجانيّة مجهّزة بألعاب مخصّصة للأطفال في مدينة جبيل. الملفّ الكامل حاضر بانتظار التمويل اللازم لإنجازه. وأشار الشامي الى أنّ البلديّة تفسح في المجال أمام الأطفال خلال فصل الصيف لارتياد شواطئ معيّنة مجانيّة فيها أماكن مخصّصة لهم ليلعبوا ويستجمّوا، وهي آمنة لأن فيها أيضا مدرّباً للسباحة يرافقهم خلال النهار، إضافة إلى زورق لنقل السابحين في الحالات الطارئة. الشامي أشار إلى أنّ الوضع ليس مثاليّاً لكنّه ليس بالسيّئ، خاتماً بالقول: «إنّ البلديّة تطمح بمؤازرة المعنييّن إلى تحقيق المزيد ضمن الإمكانات المتوافرة لديها».