هاني نعيملم تستطع مجموعة الطلاب الآتين من خلفيّات ثقافيّة متعددة، الاستمرار في المشاركة في نشاطات النوادي الأخرى في الجامعة الأميركية في بيروت، من دون أن يكون لها إطار يجمعها تحدّد هي رؤيته. وعليه، بدأوا التأسيس لـ«النادي الثقافي اللبناني»، ولكن بما أن في الجامعة نادياً آخر غير فعّال منذ سنوات، يسمّى «نادي التراث اللبناني»، «أخذنا اسم هذا النادي»، كما يوضح رئيسه نديم محسن. ودخل النادي على خط الانتخابات النيابية، عندما وزّع بياناً رأى فيه أنّ بعض رجال السياسة ينظرون إلى الناس كأنّهم سلعة للتداول. ولتوضيح الفكرة قارن أعضاء النادي بين باعة أصواتهم وبائعات الهوى، فمن يبِع صوته مقابل 500$ على مدى 4 سنوات، فهذا يعني أنّه أجّر نفسه مقابل 0.01$ في الساعة. أما بائعة الهوى التي وصفوها بالمرأة الشريفة، فهي تتقاضى 60 $ في الساعة. وتالياً، يطلبون ممّن يريد بيع صوته أن يرتقي إلى مستواها.
تأسس النادي مع انطلاق العام الدراسي، وأعلن أجندة أعماله ونشاطاته. لكن العدوان الإسرائيلي على غزّة غيّر في مجرى نشاطاته، فانخرط في أعمال «تجمع طلاب الأميركية من أجل غزة» مع عشرة أندية أخرى.
أما أهداف النادي، فهي تتعدّد وتتشعّب، يوجزها نديم بـ«النقد الثقافي لعقليّة اللبناني، وخصوصاً استيراد المظاهر السطحيّة من الغرب، وإبراز الفساد في الدولة». إلى جانب تعزيز المواطنية التي يرون أنّها تواجه الكثير من التحديات.
وقد بدأ النادي أخيراً حملة توعية عن الانتخابات، بالتعاون مع منظمة مدنية، تخلّلها توزيع بيانات ومحاضرات عن الفساد ومراقبة الإنفاق الانتخابي، وكيفية مشاركة الطلاب في المراقبة. ولكون النادي عنوانه التراث، فهو سينظّم داخل الجامعة في الشهر المقبل سهرة قروية لبنانية، فيها مأكولات لبنانية ودبكة وزجل.
وتجذب النادي شعارات الثورة الطالبية في فرنسا خلال ستينيات القرن الماضي، يستند إليها ويستوحي منها في مقاربته الأمور المحلية والآنيّة، وخصوصاً في السنة المقبلة إذ ستكون هناك إدارة جديدة تُنتخب خلال الشهر الحالي.