دهمت القوى الأمنية أول من أمس، منازل مشتبه فيهم بتجارة المخدّرات بالقرب من مخيم برج البراجنة. وحاول المتهمون خلال ملاحقتهم استغلال قرب المنازل من المخيم واللجوء إليه، ما استدعى تعاوناً أمنياً لبنانياً ـــــ فلسطينياً لتوقيفهم
قاسم س. قاسم
تمكّنت القوى الأمنية اللبنانية ليل أول من أمس، من القبض على 10 مطلوبين بتهمة الاتجار بالمخدّرات في الحي الغربي بالقرب من مخيم برج البراجنة. ووفقاً لما يؤكده مسؤولون أمنيّون فلسطينون، فإن القوى الأمنية اللبنانية نسّقت مع اللجنة الأمنية الفلسطينية المشتركة، بهدف منع هروب أيّ من المطلوبين داخل المخيم. وبعد تحديد الساعة الصفر، انطلقت سيارات القوى الأمنية من داخل المخيم، من حيّ المحامص تحديداً (كما يقول مسؤول فلسطيني)، لتوقف المطلوبين في طريق المطار. وامتدت العملية التي بدأت في الساعة الثامنة مساءً ساعتين. وعلمت «الأخبار» أن القوى الأمنية اللبنانية انتشرت على طريق المطار القديم، لإحباط أي محاولة هروب مفترضة، ولفت مسؤول أمني رفيع إلى التنسيق التام بين استخبارات الجيش اللبناني ووحدات الشرطة القضائية. أما من الجانب الفلسطيني، فأكد مسؤول في اللجنة الأمنية المشتركة داخل المخيم، أن اللجنة رتبت انتشار مئة من عناصرها، على الطرقات المؤدية إلى المخيم، وخصوصاً أن ما يفصل المنطقتين هو بعض الأزقة الضيقة. «جرت العملية بالشكل المطلوب، على الرغم من تبادل إطلاق النار بين القوى الأمنية اللبنانية والمطلوبين، وسقوط جريح منهم بعد إصابته بطلقة في قدمه»، أكد المسؤول في اللجنة الأمنية الفلسطينية، لافتاً إلى عدم وجود ما عكّر أجواء التعاون الأمنية هذه، رافضاً ما تناقلته وسائل الإعلام عن «توقيف عصابتين في مخيم برج البراجنة وصبرا».
وفي سياق متصل، أكد مسؤول آخر، في اللجنة ذاتها «أن الفلسطينين طلبوا بأنفسهم من القوى الأمنية منذ ما يقارب أربعة أشهر، دهم هذه الأوكار بعد مراقبتها، لأنه كان يجري تهريب المخدرات منها إلى داخل المخيم». هكذا، إلى المسؤول الأول، تحدث رجل الأمن في المخيم عن تواصل الاجتماعات بين الطرفين اللبناني والفلسطيني، وكان «دور القوى الفلسطينية حماية ظهر القوى الأمنية اللبنانية من هروب أحد المطلوبين»، مردفاً «أنه خلال عملية الدهم قبضت القوى الأمنية على ثلاثة مطلوبين، وفرّ الباقون باتجاه المخيم، لكننا استطعنا الإمساك بالفارين، وسلمناهم للقوة الأمنية اللبنانية».
وتبعاً لمصادر أمنية متابعة، فإن قوى الأمن الداخلي صادرت «سيارة مسروقة، أسلحة، وكمية كبيرة من المخدرات». إذاً استطاعت القوى الأمنية اللبنانية بالتنسيق مع الفلسطينيين القبض على المطلوبين للعدالة في مخيم برج البراجنة، أما في مخيم صبرا، وفي اتصال أجرته «الأخبار» مع مسؤول القوى الأمنية في المخيم أبو وسيم، فنفى الرجل دهم القوى الأمنية أي منزل في المخيم من أجل القبض على المطلوبين، مؤكداً أن العملية الوحيدة التي جرت هي «على أطراف مخيم البرج ولم يحصل شيء عندنا في صبرا». وفي الإطار ذاته، أكد مسؤول أمني رفيع في قوى الأمن الداخلي لـ«الأخبار» وجود تنسيق مسبّق مع اللجنة الأمنية الفلسطينية، مشيراً إلى أن سبعة من المطلوبين هم لبنانيون، بينما اثنان منهم سوريون، وآخر فلسطيني. وذكر المسؤول الأمني «أن أحد المطلوبين (وهو من آل زعيتر) توفّي متأثراً بجراحه عصر أمس، بعد إصابته في العملية خلال تبادل لإطلاق نار مع عناصر الكفاح المسلح». ومساءً، تجمع عدد من أقارب القتيل وقطعوا طريق المطار بالحجارة والإطارات المحترقة احتجاجاً على مقتل قريبهم، قبل أن تتدخل القوى الأمنية لتعيد فتحه.
وعلّق أكثر من مسؤول فلسطيني على الطريقة التي تناولت فيها بعض الوسائل الإعلامية الخبر (القبض على عصابتين لتجارة المخدرات في مخيمي برج البراجنة وصبرا)، ما أوحى كأن العصابات فلسطينية ومتحصّنة في المخيم، فيما الحقيقة مخالفة لذلك تماماً، كما أكد بعضهم (ممن تحدثوا إلى «الأخبار») نيتهم تقديم توضيحات إلى وسائل الإعلام بغرض نقل الخبر بطريقة أكثر مهنية لاحقاً.