احتسى هاني (اسم مستعار) كمية كبيرة من الكحول في تلك الليلة الباردة من آذار. لم يكن ذلك غريباً بالنسبة إلى العاملين في المقاهي، هناك في منطقة الروشة. يعرف أغلبهم أنه شبه عاطل من العمل، وأنه من هواة التسكع أمام المقاهي الليلية. طلب هاني الخوّات من المارة، في تلك الليلة، مهدّداً إياهم بقتل نفسه أو برمي نفسه في البحر، إذا لم يتجاوبوا مع تهديداته. خرج مدير المقهى من المطعم، فوجد هاني سكران، حاملاً عصا، لذا حاول أن يتعامل معه بلطف، سائلاً إياه عن ماهية الأعمال التي يقوم بها. لم يرُق ذلك هاني. هجم على المدير، لكن بعض الموجودين حالوا دون وصوله إليه مباشرةً. عاد المدير المطعم، لكن هاني فاجأه بموسى حادة، من نوع كاتر، من القياس الكبير، وطعنه بها. سالت الدماء، ونُقل إلى المستشفى، حيث أظهر تقرير الطبيب الشرعي أنه بحاجة إلى علاج وراحة. لم ينكر المتهم في إفادته الأولى هذه الاتهامات، إلا أنه قال إن ذلك حدث بواسطة زجاجة بيرة، متهماً المدعي بضربه، وبأنه كان فقط يعمد إلى تخويفه. وتأيّدت الوقائع للمحكمة بالأدلة بعد اعتراف المتهم، أقوال الشهود، والتقرير الطبي الشرعي. ورأت أنه سواء استعمل قطعة زجاج مكسورة أو موسى، فإن ذلك حدث لغرض القتل، وحتى لو لم ينجح في الأمر، فإن فعله يكون منطبقاً على المادة 547 معطوفة على المادة 201 من قانون العقوبات. وأسهمت ثمالة المتهم في منحه أسباباً تخفيفية سنداً للمادة 253 عقوبات، كما أجبرت المحكمة هاني على دفع مبلغ مليون و500 ألف ليرة كعطل وضرر للمدعي. وبناءً على هذه المعطيات، حكمت محكمة الجنايات الأولى في بيروت برئاسة القاضي حاتم ماضي، والمستشارين كارول غنطوس وهاني الحبّال، بإنزال عقوبة السجن مع الأشغال الشاقة لسبع سنوات، وإنزال هذه العقوبة سنداً للمادة 253، أي إطلاق سراحه فوراً، والاكتفاء بمدة توقيفه.(الأخبار)