أمل عبد اللهتنتج عن عمليات الأيض التي تقوم بها الخلايا لتوليد الطاقة، مواد جانبية تسبب آثاراً سلبية وتعرف بالمواد المؤكسدة. ولطالما رُبط تراكم هذه المواد في الجسم بعملية الشيخوخة وبالعديد من الأمراض كالألزهايمر وأمراض القلب. إلا أن الأبحاث تشير إلى أن تعرضنا لهذه المواد بكميات ضئيلة يعود بالنفع على الجسم، ويحصّنه من الآثار السلبية الناشئة عند ارتفاع معدلاتها، كتأخير عملية التقدم في السن. وقد نجح فريق العلماء في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، بتحديد الجينة المسؤولة عن تمكين الجسم من استغلال المواد المؤكسدة بصورة إيجابية. يطلق على المواد المؤكسدة اسم ROS(Reactive Oxygen species) وتشمل أيونات الأوكسيجين والجذور الحرّةfree radicals ومادة الهيدروجين بيرأوكسيدH2O2. وهي مواد تنتج طبيعياً كمخلفات لاستعمال الأوكسجين في عمليات الأيض. تقوم الخلايا عادة بالتخلص منها عبر تحويلها إلى مواد غير ضارة. إلا أن عوامل كثيرة قد تعيق عملية التنظيف هذه كالتلوث والأشعة ما فوق البنفسجية والتدخين، ما يؤدي إلى تراكمها وإلى حالة تعرف بضغط الأكسدة. تسعى هذه المواد للحصول على الإلكترونات التي تنقصها من العناصر التي تتكون منها الخلايا. الأمر الذي يخلّ باستقرار العناصر ويضرّ بتوازن الخلايا ويؤثر سلباً على وظائفها. أما الإجراء المعاكس الذي يوصى به، فهو تناول كميات من المواد المضادة للأكسدة (كفيتامين EوC ) المتوافرة في الخضر والفاكهة التي تبطل مفعول المواد المؤكسدة.
تناولت الدراسة الطريقة التي تتبعها الخلايا في التعامل مع كميات الهيدروجين بيروكسايد المنتجة للحفاظ على توازنها. وبعد سلسلة من التجارب التي أجراها العالمان تيري إديكر وريان كيللي تمكنا من تحديد الجينة الضرورية لاتباع هذه الطريقة، التي تعرف بـMga2. الجينة مسؤولة عن تفاعل الخلية مع الكميات الضئيلة فقط من الهيدروجين بيروكسايد.