أمل عبد اللهجسد المصاب بالملاريا يفرز مقاومة ضد العلاج المخصص له، وقد برزت دلائل جديد في هذا الإطار، فالتركيبة العلاجية التي تشتمل على دواء الـ Artemisinin والتي أثبتت فعاليتها في تنقية الدم من الملاريا خلال ثلاثة أيام، أصبحت في خطر بحسب دراسات أجراها علماء بريطانيون وأميركيون. الملاريا تنتقل بلدغة بعوضة، يصاب بها حوالى خمسمئة مليون شخص سنوياً، مسبّبة وفاة مليون منهم. ما يجعلها ثالث سبب للوفاة بعد الأيدز والسل. وتتركز الإصابات في القارة الأفريقية وجنوب شرق آسيا.
اختلفت التركيبات المستخدمة في علاج الملاريا عبر السنين، إلى أن استقر الأمر على ما يسمى بـ ACT ،artemisinin combination therapy وهو عبارة عن جمع بين الـ Artemisini ودواء آخر لعلاج الملاريا. وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحها في زيادة فعالية الدواء، وتجنب نشوء مقاومة له. لكن الدراسة التي أجريت أخيراً في كمبوديا تشير إلى العكس، إذ تبين أن ثلث إلى نصف المرضى في العينة الكمبودية احتاج إلى ضعف الوقت لكي يتخلص من آثار الملاريا في الدم مقارنة مع مصابين في تايلاند. وقد أسهمت دول جنوب شرق آسيا مرتين في السابق بتوليد أنواع من البلازموديوم، وهي الطفيليات المسببة بالملاريا، مقاومة للعلاج. أما الأسباب التي تقف وراء نشوء هذه المقاومة فهي كثيرة. منها وصف علاجات خاطئة للمرضى أو تقديم دواء الـ Artemisinin وحده، كما أن التلاعب في نوعية الدواء وإنتاج أدوية تحوي كميات ضئيلة من المادة العلاجية تعزز مناعة المرض ومقاومته. يضاف إلى هذه الأسباب، عدم التزام المرضى بإكمال العلاج والتوقف عن أخذ الدواء بمجرد اختفاء العوارض. ما زال ACT ناجعاً حتى اللحظة، إلا أن نشوء مقاومة له سيؤدي إلى نتائج كارثية في المجتمعات الفقيرة التي ينتشر فيها هذا المرض. رغم الجهود الدولية لمكافحته وحصاره، يبقى الدافع ضعيفاً للبحث عن علاج جديد لكونه مرضاً منتشراً بين الفقراء والذين هم عرضة للإهمال من الجهات الرسمية. كما أن تكلفة أي دواء جديد ستفوق قدرتهم الشرائية.