قناريت ــ خالد الغربيلم يطل انتظار اللبنانيين كثيراً لمعرفة أسماء مواطنيهم الخمسة الذين كانوا على متن الطائرة الفرنسية التي سقطت أول من أمس في طريقها بين البرازيل وفرنسا. فقد عمّمت وزارة الخارجية والمغتربين، استناداً إلى المعلومات الأولية التي وردتها من السفارة اللبنانية في باريس، نقلاً عن وزارة الخارجية الفرنسية، أسماء اللبنانيين الخمسة الذين كانوا على متن الطائرة وهم: أحمد فوزي، بسام المر، حسين خليفة، صونيا المعلم وأكرم كو (لبناني يحمل الجنسية الكورية بحسب وزارة الخارجية الفرنسية).
هذا الخبر وقع كالصاعقة على أهالي الضحايا الذين كانوا ينتظرون وصول أبنائهم أمس، فتلقوا خبر وفاتهم. من هؤلاء عائلة الشاب حسين خليفة، ابن بلدة قناريت (شرقي صيدا) التي انهمك أهلها أمس في تقديم واجبات العزاء بالشاب قبل العثور على جثمانه. عند مدخل البلدة انهمك شابان في تعليق لافتة تنعى الراحل، وفي منزل الفقيد كانت صوره تحتلّ المكان مزينة بالورود. الصدمة طاغية على الجميع، النسوة في الطابق الأول لا يتحدثن مع أحد، كذلك الوالد المفجوع الذي خنقته الدموع.
حسين يبلغ من العمر 34 سنة، متأهل وله ثلاثة أبناء أكبرهم عمره 8 سنوات وأصغرهم لم يتجاوز ثلاثة أشهر. تقيم العائلة في لبنان، فيما يتنقل حسين بين البرازيل ولبنان، عاملاً في تجارة المواشي، وقد كان مع شريكه بسام المر (الذي فقد معه على الطائرة) في رحلة إلى البرازيل لشراء المواشي وشحنها إلى مزرعتهما في لبنان.
يقول الحاج كامل فروخ، والد زوجة الفقيد، إن الخبر كان له وقع الصدمة على العائلة. ويروي أن حسين اعتاد طوال 12 عاماً السفر إلى البرازيل بحكم عمله، إذ «كان يسافر أحياناً 4 أو 5 مرات في الشهر، وبعد كل رحلة كان يمكث مع عائلته 3 أو 4 أيام». ويذكر فروخ أن حسين «كان يتصل دائماً بزوجته قبل صعوده إلى الطائرة عائداً، لكنه هذه المرة لم يفعل. وكان منتظَراً أن يصل أمس إلى لبنان، وقد حاولت زوجته الاتصال به عدة مرات لكن من دون جدوى، حتى سمعنا في الإذاعة عن انقطاع الاتصال بين الطائرة التي كان يستقلها والمطار». يتابع: «تلقينا الخبر عبر الإعلام، بعدها توجهنا إلى المطار، ثم إلى شركة «إيرفرانس» وهناك أخبرونا أن الطائرة سقطت، وتأكدنا أنه كان على متنها ومعه أربعة لبنانيين من دون أن نتبلّغ أية تفاصيل أخرى»، مشيراً إلى أنه تحدث آخرة مرة معه عبر الهاتف قبل يوم من الحادثة وأخبره أنه قادم.
أما محمد، شقيق حسين، فيكتفي بالحديث عن الخطوات التي عليهم القيام بها، وخصوصاً بعدما تم التأكد من سقوط الطائرة ومن أن حسين كان على متنها، «بقي أن نعرف مصير جثمانه لكي نعيده إلى أهله».