حسن زين الدينإذاً، تروح تفلفش أوراق الصحف وصفحات المنتديات على الإنترنت، تقرأ التحليلات عن الموقعة المنتظرة، أو ما يتوعد به هذا المدرب وذاك اللاعب. تنتهي. تنتقل أنت بدورك لتتوعد أصدقاءك من مناصري الفريق الآخر من قبيل: «لك رح نبهدلكن اليوم»، «يا ويلي شو رح يصير فيكن».
قبل المباراة بـ«تكّة»، تأتي المرحلة الثانية: ستستفسر والدتك: «دخلِك، جايي حدن لعنّا بالسهرة؟»، وبمجرد أن تنطق بكلمة «لا»، ستنفرج أساريرك. من ثم، ستطلب بلباقة من والدتك نفسها وباقي أفراد الأسرة بأن «فضّولنا هالأوضة (غرفة الجلوس)، في ماتش حامي هلّق». ستسمع حينها نداءات «استغاثة» على شاكلة: «عم نتابع هالمسلسل (أمّك). بدنا نشوف الليلة شو بدو يحكي (فلان الفلاني) عن الانتخابات (بيّك) ...». والمضحك، أن يكون ثمة ثلاثة تلفزيونات صغيرة موزعة على غرف النوم! لكن، كما العادة، سينسحبون على مضض، ولا يخلو الأمر من أن تسمع «طرطوشة» مثل: «زهّقتنا بهالفطبول»، ورغم انشغالك، ستعلم أنّه صوت أمّك.
تنطلق مباراة فريقك، تتغير ملامحك. تعلو صرخاتك مع كل كرة تائهة. يبدأ عرقك بالتصبب مع مرور الوقت، ففريقك لا يؤدي جيداً. يأتي لاعب اسمه ليونيل ميسّي مثلاً، فيجهز على ما بقي من آمال وأمانٍ. تنتهي المباراة. تخور قواك. يعبق وجهك احمراراً. تسمع صوتاً من خلف الباب شامتاً بحالك: «شو.. خسرْتو؟». تلتفت. إنّها أمّك.